وللإنسانية نورا يزيدنا جمالا

ويبقى للإنسان خيار تمييزه عن باقي المخلوقات وتبقى إنسانيته وآدميته هي السبيل في تحديد ذلك، فما أجمل أن نغير مصير أشياء لنا القدرة على تغييرها..

هو عصفور صغير ببراءة كبيرة وجاذبية أقل ما يقال عنها أخاذة، صغير في شكله لكن كبير في عطائه، فهو منبع الجمال والنقاء بوفائه المكنون في قلبه الصغير وصورته المذهلة سبحان الخالق، يملك نظرة عجيبة تحمل في خباياها غموض تفرضه الطبيعة الكونية لا غير..

معاناته صامتة وأنينه غائب حاضر، عيناه الصغيرتان تحكي بصمت وتعبر عما يخالجه من ألم ومعاناة يعانيها هذا العصفور الصغير، برجليه المكسورتين يبادلني النظرات التوسلية يحاول الاستنجاد بي، نعم إنه يتوسلني بهدوء تام، يحاول بتعابير وجهه الصادقة القول: “ساعدوني أرجوكم”..

آلاف الأشخاص باختلاف أعمارهم وأجناسهم وطبقاتهم الاجتماعية يمرون مرور الكرام، لا أحد يكترث لوضعه لا أحد، لا أعرف لماذا؟؟  ألأنه مخلوق ضعيف لا يستطيع الكلام، مخلوق لا يقوى على التعبير عما يحسه سوى بأنين ونظرات الحسرة والأسى.. أم لأن قلوبكم لم تزرع فيها ذرة إنسانية؟!

الإنسانية التي أقبلت على الاندثار في زمننا هذا، زمن القلوب القاسية والأحاسيس الجامدة جمود الجليد، زمن أصبحت فيه الإنسانية عبارة عن مصطلح في قاموس مهجور مغطى بغبار النسيان، ولا يملك أي أحد جرأة التسلح بها..

تعالى أنين العصفور وتعالت معه آهاتي وأنا أعاينه في وضعيته المزرية تلك..، لا هو يقوى على الحراك ولا أنا قادرة على تغيير حاله إلى الأفضل..

نظرت إليه نظرة كلها ثقة وخاطبته قائلة: لا تقلق يا عصفوري لا تقلق، سنجد الحل أكيد تق بي!!

أعرف أنك لا تجيد الكلام كما أعرف أنك لا تفهمني، لكنك تحسني كما أحسك أنا.. آه ماذا عساي أفعل؟؟

وأنا شاردة الذهن أبحث عما يمكنني القيام به في مأزقي هذا، قطع تشويشي صوت شخص أثاره الفضول في معرفة ما يحدث، سألني إن كنت في حاجة إلى أي مساعدة، تسلل الفرح إلى قلبي ومعه بصيص أمل حركت رأسي بالإيجاب ولفظت قائلة: شكرا لك سيدي، هذا المخلوق الصغير يحتاج مساعدة كلينا كي ننقذ روحه البريئة، روح أنهكها الألم والمعاناة، فلنقم بواجبنا تجاهه علنا نجد يوما ما من يقوم بواجله تجاهنا، “فالحياة ديون ما قمت به اليوم سيعود لك غدا أكيد”..

حمدا لله لازال هناك أخيار في عالمي، لازالت هناك قلوب رحيمة تعرف معنى الإنسانية، وأنت يا عصفور تق بي ستتعافى عما قريب وستحلق عاليا أكيد وستأخد روحي معك تحلق عاليا إلى حيث لا حدود ولا قيود، إلى ما لا نهاية، تجوب السماء وحدها لا أحد غيرها سوى هي وأنت، ستأخذها إلى حيث لا تغرب شمس الأمل، هناك ستعلمني لغة الحرية والسلام.. لغة السلم والوئام..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version