مدوناتمدونات الرأي

وما كان ربك نسيا

بعد ما شهِدَته وما زالت تشهده الدول العربية والإسلامية من تدهور وتعري لكل الخيانات التي نراها منذ وعد بلفور الذي يخط هذه السنة خطاه ليكمل قرنا من الزمن، وبعد فشل في الحروب العربية الإسرائيلية والكثير من القضايا التي فتحت جروحا جديدة في دولنا العربية والإسلامية. فإن دولنا ما زالت تتهاوى رافعة راية الاستلام والسمع والطاعة.

بالتأكيد كل من سيتحدث عن الدمار والحروب ومخلفاتها من المجاعة والقتل واللجوء سيمر حتما بذكر الربيع العربي. ولو تحدثنا اصطلاحا عن فحوى كلمة الربيع فهو ربع العام أي واحد من أربع فصول للعام ودلالته فصل الازدهار والنماء بعد فصل قاس وبارد. ففي حديث للنبي صلى الله عليه وسلم: بمعنى أن الربيع لا يأتي بالشر بل ويقتل كي شيء مضر..

فهل نحن أطلقنا الاسم الخطأ على هاته الثورات أم أن ربيع العرب قريب لأن يزدهر؟

بعد كل الدمار والمشاكل الداخلية بين العرب، والغريبة على أن تحدث بين الإخوة مثلما فعلت كل من السعودية ومصر والإمارات بعد مقاطعة لقطر أو عن الدمار الذي أحدثته الكثير من الدول مجتمعة في سوريا. ولن ننسَ ها هنا قضية الروهيجنا، الأقلية المسلمة التي يعترف العالم كله بالاضطهاد والقتل الوحشي الذي يمارس عليها.

وسط كل ما يحدث يركز ترامب بوعده الذي أعطاه في حملته الانتخابية ويعلن القدس عاصمة لإسرائيل. ولا شك هنا أن ترامب تجرأ على المساس القانوني والسياسي للقدس ومنتهكا قرار محلس الأمن الدولي..

والغريب ليس ما فعله ترامب بل الأغرب هي ردود أفعال الكثير من الدول العربية وبالأخص من قال أن القضية الفلسطينية لا تخصنا ولا تعني لنا شيئا، فهي قضية خارجية وليست داخلية.

وكان ترامب هنا يعلن عن انطلاق مرحلة جديدة إيذانا منه بنهاية الحروب العربية الإسرائيلية وانطلاق العلاقات العربية الإسرائيلية بتطبيع مع الكيان الصهيوني.

عندما نتحدث عن الأمل وسط كل هاته الكلمات وباحثين عن النصر الذي مرض مرضا شديدا بعد موت صلاح الدين الأيوبي أتذكر قصة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لجبريل مستعجلا نزول الوحي كاستعجالنا للنصر، فجاء الرد الإلهي من القرآن، فرسالة إلى فلسطين وكل الدولة العربية والإسلامية التي تنتظر النصر متمسكة بحبل الله إن النصر قريب؛ وما كان ربك نسيا.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

أظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى