يظل الخلاف قائم بين الرجل والمرأة منذ قديم الأزل ولا نعرف متى ينتهي، خلاف في الأفكار والاتجاهات والميول مما يدمر الكثير من الزيجات ويجعل علاقات الزمالة في العمل معقدة أكثر مما ينبغي ومليئة بالمشكلات..
فهل يأتي هذا الخلاف من الرجل وحده أم من المرأة أو خو خلاف مشترك من الطرفين معا؟
يفكر الرجل بشكل عقلاني فينحي مشاعره جنبا فتكون قراراته قوية وجافة بلا رحمة أو شعور، أما المرأة فتفكر بمشاعرها وتستخدمها في كل وقت ومع كل موقف، فتبكي وتضعف، ولكن سرعان ما تستمد قوتها وترتب شتات أفكارها من تلك المشاعر الرقيقة وتحولها لقوة، لتواجه بها أي مشكلة تقابلها.
ولكن إذا نظرنا إلى هذا الاختلاف نجد أن من داخل هذا الاختلاف يكمن الاتفاق! فقد خلقنا الله لنكمل بعضنا البعض فيفكر الرجل بعقلانية وجمود وتكمله المرأة بالمشاعر والرحمة الكامنة داخلها فتصبح الحياة متوازنة بين العقلانية والحكمة والرحمة والمشاعر الرقيقة التي لا غنى عنها في هذه الحياة.
لكن الرجل يتلقى بعض التعاليم منذ صغره بأن المرأة ما هي إلا كائن ضعيف يستهان به وما هي إلا وسيلة لإمتاع الرجل كزوجة وإنجاب الأطفال لتعمير البشرية وخدمة الرجل وتلبية احتياجاته ويعتقد أن ليس لديها قوة ولا عقل تفكر به ولا تستطيع التصرف دون وجود الرجل في حياتها.
ولكن إذا أزال الرجال هذه الغشاوة من على أعينهم ونظروا إليها نظرة حقيقية متعمقة وجدوا أن المرأة هي الحياة فهي التي تجعلك زوج وأب؛ لتشعر بذاتك في الحياة، توفر لك الراحة والسكينة والاستقرار وهي كتلة هائلة من المشاعر الفياضة والحنان التي لا بد منها في هذه الحياة.
فليس من الصواب بعد كل ما تمنحه لك، أن تأتي أيها الرجل لتمنحها القسوة والاستهانة بتفكيرها وعقليتها وعدم الاهتمام باحتياجاتها ومشكلاتها.
فالمرأة هالة من المشاعر وهذا يعني أن كلمة تسعدها وكلمة تحزنها وكلمة أخرى تقلقها…
فرفقا بتلك الورود العطرة التي تزين حياتكم أيها الرجال ولتقتدوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملة نساءكم معاملة حسنة لينة تحمل في طياتها الرفق والحنان والعطف والتسامح.