أردت أن أكتب لك قبل أن تتركني ذاكرتي مرة أخرى.. لوهلة أغمضت عيناي تذكرتك ورأيت وجهك الجميل، فرغم كل هذا الصراع الذي في عقلي والعاصفة التي بداخلي أتذكرك أنت. وحدك، فقد كنت جزء من حياتي ولازلت فقط خانتني ذاكرتي الضعيفة لكن مشاعري لم تخني أبدا، أنت الزمن المفقود في عمري الذي انقضى بسرعة وفشلت في إيقافه ولم أتمكن من ترتيب تسلسل أحداثك في صفحات عمري لكن رغم الألم والبعد ستبقى أجمل ذكرى منسية عشتها وأروع شتاء مثلج عصف بكياني..
رغم كل النسيان الذي اغتصب مخيلتي ومحى ذكرياتي وشتت أفكاري أحبك ومازلت تعصر قلبي ألما كلما تذكرتك، فأنا أعرف أني أوجعتك وأشبعتك ألما وفراقا حتى النخاع لهذا قررت أن أكتب لك قبل أن تتركني ذاكرتي وتهجرني من جديد..هي هجرتني لكني لم أهجرك يوما..
أريد أن أراك مرة واحدة وأضمك وأقبل يدك التي طالما رعتني وأمسح دمع عينيك التي سهرت لأجلي، أريد ضمة واحدة تنسيني ضعفي وهزلي أريد ضمة أسترجع بها ذكرياتي الجميلة معك، أريد السلام لروحي قبل أن يُقرأ علي السلام فالوحدة هنا أنهكتني لم أعد أتحمل برودة ووجع الجدران وقساوتها، لم أعد أطيق نكران الماضي لي وهربه مني..
أريد أن أرحل معك إلى العالم الذي وعدتني لكني أخلفت الموعد ولم آت بل ذاكرتي لم تسمح لي.. أبت أن تتذكرك وترسمك.. أسفة فقد جرحتك كثيرا وتركتك ترسم ذلك العالم لوحدك..
ها أنا ذا أراك مع غيري تبتسم!! أتتذكر يوم أخبرتني أنني سر سعادتك وابتسامتك؟ وأن الدنيا بدوني خريف شاحب وربيع بلا مشاعر؟ ماذا حدث؟ لماذا أرى الدنيا غير الدنيا التي كنت أعيشها فقد تغير كل شيء، حتى شعرك شاب وتجعدت عيناك وماذا عن رعشة يدك؟ أم لأن يدي تركتك ضَعُفتَ وانْكَسَرْتَ؟ آلمتك كثيرا لدرجة أنك قسوت..
أتعلم أنه عندما تفارقني ذاكرتي أتعب كثيرا وأنا أفتش عنك أتعب وأنا أفتش عن ذاك الشيء الذي يعصر قلبي ويهجر عقلي رويدا رويدا، أتعب وأنا أحاول تذكر اسمك.. أتعب وأنا أفتش عنك بين صوري وبين كلماتي وبين الحضور ومن يحيطون بي حتى يتعب التعب مني فتدمع عيناي وأشيب وأنا أرتمي بين صفحات عمري بحثا عنك ولا أجدك ويزداد ضعفي وفقدي لنفسي..
وفجأة أحس أن شيئا ما بداخلي يتحرك.. شيء على جنبي الأيسر.. إنه قلبي من يذكرني بك فيبدأ عمري من جديد ويبدأ معه صراع بين القلب والعقل، فالعقل مصر على نسيانك لكن القلب يتذكرك بكل تفاصيلك، أنا الآن أتذكرك من قلبي فعقلي صار رثا لا يجدي لشيء وما نفعه أصلا إن كان لا يتذكرك؟؟
أشكوك اليوم وجعي وقلة حيلتي، يا زمني المفقود فأنت مهربي وأنت مأمني تذكرتك فأردت أن أبلغك سلامي ولا تخف من شبحي وحبي الذي يطاردك فاليوم هو راحل كما رحلت ذاكرتي.. كتبت لك لأخبرك أني أحبك رغما عن ذاكرتي البالية، أحببتك وأنا في كامل قواي العقلية وعشقتك وأنا بين الحاضر والماضي جثة منسية عبث بها الزمن وحرمت الذكرى.. فلقلبك السلام.