عرف المغرب عبر تاريخه أزمات حادة أرجعت المغرب سنوات للوراء، وقد كان للسلاطين المغاربة دورا كبيرا في حدوثها، خلال مقالنا هذا سنذكر بعضا منها فقط، والتي نعتبرها أكثر تاثيرا في تاريخ المغرب.
شكلت الدولة الإدريسية أول دولة قوية تأسست بالمغرب عقب الفتح الإسلامي، ولكنها لم تدم طويلا؛ إذ سرعان ما تفككت وانهارت نتيجة قيام محمد ابن إدريس الثاني بتقسيم الدولة على إخوته، لتشتد بعد ذلك النزاعات بينهم على النفوذ وهذا ما عجل بانهيارها وفنائها.
كما نجح الموحدون في تأسيس إمبراطورية ضخمة غرب العالم الإسلامي، ولكنها كانت نهايتها مأساوية، تحمل فيها الناصر الموحدي المسؤولية الكبيرة، بعدما استجمع كل قواه لمواجهة النصارى بالأندلس، هذه القوى أنهكها في محاصرة قلعة صغيرة بالأندلس عوض مواجهة المسيحين مباشرة، كما أضعف جيشه بطرد الأندلسين من الجيش، وحينما حان وقت المواجهة المباشرة مع المسيحين بالعقاب، انهار الجيش الموحدي فسقطت جل الأندلس بيد المسيحين وانهارت الإمبراطورية الموحدية.
بعدما انتصر السعديون على البرتغاليين في معركة واد المخازن، استرجعوا هيبة المغرب وأصبح الكل يهاب سلطان المغرب الذي يلقب بأحد المنصور الذهبي، لكن هذا السلطان لم يستغل هذا الانتصار وهذه الهيبة في استرجاع سبتة ومليلة، بل ذهب لغزو السودان من أجل جلب الذهب والعبيد، وبقيت المدينتين محتلتين إلى يومنا هذا، ورغم كل هذا فقد عرف تاريخ المغرب بزوغ سلاطين أقوياء، كانت لهم بصمات بارزة في تاريخ المغرب ولن تنسى.