الإسلاموفوبيا.. شماعة الغرب لمحاربة الإسلام

أصبحت الإسلاموفوبيا موضوعا رئيسيا نما بصورة هائلة في أعقاب الهجمات التي وقعت في باريس وسان برناردينو بكاليفورنيا وزادت من حدته وسائل الإعلام الغربية ومواقع التواصل الاجتماعي.

من المؤكد أن أوروبا بعد كل هذه الحوادث المؤلمة في الدول العربية وغير العربية من قتل وتفجير باسم الإسلام لن تكون الأرض المريحة للمسلمين، حيث تنامت مشاعر الكراهية والغضب المتعمد من معظم الأوروبيين، ومن المتوقع أن يتطور الأمر تصعيدا في صورة تشريعات وإجراءات تضع قيودا على الهجرة والتنقل والعمل والحريات الدينية.

ومع تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب نتيجة للدور الذي لعبه العامل الاقتصادي في ذلك، لابد أيضا من لفت الانتباه إلى استغلال الأعمال الهمجية الإرهابية من أجل تعميمها على الإسلام والغالبية العظمى من المسلمين، مما أدى إلى نمو التيار اليميني المتطرف إضافة إلى الأحزاب والساسة المعادين للإسلام وسياسات الحكومات فيما يتعلق بالهجرة والإسلام..

إلى جانب حركات الإسلاموفوبيا والمؤلفين المعادين للإسلام وكذا صفحات التواصل الاجتماعي التي تغذي التحيز والتمييز وخطاب الكراهية والجرائم الناجمة عنها، فهم يستغلون الأعمال المشينة للإرهابيين من أجل تعميمها بكل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين.

وباتحاد كل من حركات الإسلاموفوبيا وما يسمى بـ(الجهاديين المتشددين) وبدعم لبعضهما البعض يعرضان السلام والتماسك الاجتماعي للخطر في العالمين الإسلامي والغربي.

فالجهاديون تبنوا إيديولوجية الإسلام السياسي الجهادي العالمي، حيث لمعت أمامهم فكرة القيام بدور بطولي تاريخي سيغير العالم حسب تصورهم وهذا التصور يقابله على نفس المستوى ولكن في الاتجاه المضاد بناء إيديولوجي مشابه يصور الإسلام كمصدر لكل عنف..

فمن هو المستفيد الأول والأخير من كل هذا؟

يكمن الجواب من خلال الملاحظة للكراهية المسلطة لهذه المنظمات والأفراد على الإسلام والولاء الكبير لإسرائيل والصهيونية سواء كان في أمريكا، بريطانيا أو ألمانيا أو غيرها من الدول الأوروبية..

فلو دقق المتتبع للأحداث وتطوراتها لكانت أول ملاحظة تلفت نظره أن علم إسرائيل قلة ما لا يرفع في المظاهرات المعادية للإسلام، وبهذا يمكن الملاحظة أننا في طريق لإعطاء الحق المقنن لسياسة الاستعمار المعادية والتمييز العنصري للكيان الصهيوني وتجريم كل مقترب للإسلام ومساند للمسلمين إلى أن يصبح الإسلام غريبا كما بدأ…

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version