نسرع بحياتنا ذهابًا وإيّابًا، نستمع لهذا ونتكلم مع ذاك وبين ذهاب ومجيء نقوى تارة ونضعف أخرى، نتزاحم مع حياتنا كأننا في سباق عالميّ للتوّ سينتهي.
وبكل لحظةٍ تأخذنا الأفكار وتغفل إعادتنا، ترفعنا أو تهبطنا وتشغل نفسها عن ردّنا سالمي الصحة.
لن تخلو الدنيا من الضغوطات أو الانتقادات، ولن ينجو أحد مِن الحياة قبل أن يصارع ويركض بحثًا عن نفسه التي نسيها معلّقة بحبال أفكار غير موجودة بالفعل، تترابط للأفكار السلبية وتتلاحم في الشخص المتوتر وتهاجم أعصاب الإنسان حتى يتفكك وينثني، فتراه يتخبط في نفسه عدة مرات ويزيّف نفسه بهدوء مصطنع يكاد يقتله وتشوه وجهه هالة حزن لا تكاد تنمحي ولا يدركها إلا من علم بمعاناتها وذاق من مرارة كأسها…
المشاكل والنزاعات واختلاف الآراء موجودة لا محالة ولا تكمن المشكلة بوجودها بل تكمن في صراعاتنا مع ذواتنا وما ننسجه من أفكار نلفها حول أدمغتنا، ولن يخسر غيرنا؛ فكلما زاد التوتر زال الفرح وانتشرت الأمراض تهتّك الجسد..
لن تتركك الدنيا وحدك دون حزن وفرح ستتخبط وتعلو وتهبط وتنجز.. فعلام تعكر صفوّ أيامك بأشياء لن تصيبك إلا ما كتبه الله لك؟
التوتر كالخلايا المميتة يتخلل بين ثنايا جسدك؛ فيقعدك عن العطاء والحب والتفكير فتبدو كمغفل لا ينتظر اليوم يبدأ إلا لينتهي..
إياك والهزيمة وسارع بقوة وعزيمة متوكلا على ربك ومسلّمًا له أمور دنياك فإن أعطى أعطى الكثير وإن أخذ ترك الكثير فله الحمد والشكر..