الحب.. من منا لم يحب؟
ايتني بقلبٍ لم يحب.. ولسان لم يرتل ترانيم الحب.. أليس الحب عنوان الحياة؟
تضحك العيون، تبتسم الشفاه، تشرق الوجوه، فقط بالحب..
القلب خادم والحب مخدوم.
الحب.. الحب.. الحب..
الحب صاح يوماً: أين الحب؟، نادى، وصرخ ، لست أدري إن كان قد سمعه أحد لكنني سمعته، فأجبته:
أين الحب؟ أهذا هو الحب؟! الحب لم يبق عفيفاً، أليس الحب: تفاؤل وأمل؟، أليس الحب مثابرة وعمل؟.
الحب: كان الحب، في زمن مضى هكذا. أصبح الحب لعب وهزل، تضييع للوقت وقتل للملل. صار الحب إسقاط لتلك التي استعصت على الرجال من أجل ربح المراهنة.
الحب اليوم هيام بالجمال.. الحب اليوم يبحث عن اسم آخر وطلب مني مساعدته..
أنا: حق لك ولو كنت مكانك لأودعت طلباً في المحكمة لشيئين، إما أن أغير اسمي، أو أشتكي من أولئك الذين أساؤوا إلي..
لقد أصبحت أيها الحب توصف بالنكد، والتشاؤم، وفقدان الأمل، وضيق النفس، والكره، وفي حالات كثيرة تتحمل ذنب المنتحرين.
أجابني الحب مدافعاً -كأنه أحس بالذنب-:
إن الحب الذي تتحدث عنه ليس أنا، وسكت برهة ثم قال لي: عشت في قلوب النساء، فرأيت العجب العجاب، في لحظة يغرقنك بعذوبة الحديث، ورقة اللطف، وحنانة المشاعر، أنك مصدر بهجتها، وأنها من دونك لا شيء..
إنهن فعلاً يحسن استعمال الحب، فتكون بذلك أسعد، وأغنى رجل على سطح الأرض، وفي أحايين تتراهن مع صديقاتها على فرط حبك لها، فتخلق لك أمراً تهد منه الجبال فتصير كالأسير، بل كالذي قتل الأنفس ولا توبة له، تتذلل، تستسمح، تبيت أياماً في هم وغم، وهي تحرك في قلبك كعرائس البنات.
وأعقب قائلاً: حتى إنني في بعض الأحيان لا أكاد أعرفها (الحب يشك)، تنقلب الحنون إلى مجرمة حرب.
أنا: إن الأزمة أدخلت المسكين في حرب باردة، استنفذت جهده وتفكيره، سعى فيها إلى إعادة النظر في علاقاته، من أجل تعزيز الأمن والاستقرار، وبعد سعي أطراف متعددة دخل في الانفراج الدولي بعد فشل سياسة الاحتواء.
الحب: منذ حللت في قلبها لم أعش علاقة حب صافية دائمة مستقرة، أبداً إن ما يحصل من سعادة لا يعدوا لحظات ثم يزول.
أنا: هذا أشبه بالمناطق العازلة، (وهل يفهم الحب هذا؟).
- أم وطفل قعيد.. وجملتان فقط
- الجزائر… دستور وجرعة إصلاح
- عقيدة الفهم عند الفرد الجزائري
- الدولة والكنيسة والعلم في فكر هيغل
- وَهَجُ البِدَاياتِ
الحب:
وماذا عن الشباب، إما عاشق رومانسي، عاطفي، حباب، ذاك الذي يتغنى بعنتر عبلة، وجميل بثينة، وقصيدة ”أيا فاطم”، أو ذاك الذي أسميه جرثومة الوفاء، ولكن كلاهما غارقان في بحري.
أنا: أين الحب الحقيقي؟ هل هو ذاك الإحساس المبني على كلمة حلوة، أو كون فتاتك جميلة، أو هو تلك النظرات؟..، أو ..
أهذا هو الحب؟! هل هو جالب المشاكل، والحرقة، والملل، وناهيك عن الهم والحزن؟.
إن كان هذا هو الحب فتباً له.
أجابني بنبرة عرفت أنه لن يخاطبني بعدها:
الحب أُنس، الحب لذة تملأ قلوب المحبين، الحب صدق وتضحية، الحب ترياق له سحر عجيب، الحب بذرة زرعت في أرض الأمل، إن أنت سقيتها بمشاعر الحنان والعطف، الوفاء، الإخلاص، الصدق، نمت وكبرت، وإن أنت لم تعهدها ماتت بذرة.
باسم الحب.. هنيئًا لمتذوق الحب الحقيقي.
قلت له: إذن ما في الأرض أشقى مني!..
3 تعليقات