إن لم يتجاوز عمرك العشرين، وأنتِ لازلتي تذهبين للدراسة كل يوم، وتمتلكين بعض من تلك الحرية المقيدة، أرجوكي أنقذي نفسك تصفحي الإنترنت ليس للفيسبوك والدردشة فقط..
اقرئي عن عوامل النجاح وعن علم النفس وأهم كتب تطوير الذات وبناء الشخصية، شاهدي الأفلام وتعلمي الروسية والإسبانية واتيكتيت الملوك واعتزي بنفسك ودلليها وثقيفها..
أرجوكي لا تحلمي بالزفاف والأمير، أقسم لك إن كانت فكرتك بهذه الطريقة سيكون زفافك جنازة صامتة وعريسك خليط من الجهل والبشاعة واللاإنتاجية..
كلما ارتقيت بعلمك زادت فرصك في معرفة ناس راقيةـ لو سألوك ما فائدة دراستك أجيبي بكل فخر كي لا أضطر لاحتياج شخص في يوم ما..
لا وجود لمنطق الشراكة و”معا نتعاون”.. كلها أساطير؛ كوني مثل الذئب في مجتمع أكثر من نصفه يعاني من كبت فكري..
لا تتخلي عن أخلاقك ومعاملاتك الطيبة بل استخدمي ذكاءك واصنعي التوازن، أينما كنتِ عيشي فأنتِ ستكونين دائما في نظر أحدهم ناقصة أو لا فائدة منك، وأكثر أهل النار والرجال قوامون عليك، لذا أنقدي نفسك فالخافي أعظم من الناس..
تعلمن أن المشي بجانب الحائط ذل وجبن، وليس أمن وسلام، وأن من علمني حرفا صرت له محبا وليس عبدا، نحن أحرار بعقولنا، وتعلمن أن يدا واحدة تغرس وتكتب ولا يعطلها عدم استخدام اليد الأخرى..
أقصد بالخافي أعظم، أن حدسك لا يخطئ والغرائز الداخلية ومشاعر عدم الارتياح ما وجدت عبثا، هذه فقط طريقة جسدك لإخبارك بأن هناك خطأ ما لا تجازف في تجاهله..
أقصد بالخافي أعظم أن أحد أكبر الأخطاء في الحياة هو اعتقادنا أن الناس ستظهر لنا مقدار المحبة التي نظهرها لهم وما خفي كان أعظم..
أجد أنني ساذجة عندما يتعلق الأمر بالأشياء، أجدني أبحت دائما عن اللذات اللحظية وكل ما يسد حاجتي في الوقت الأسرع لا أقل ولا أكثر..
لنتعلم فن إتقان المتعة في عيش الحياة على مهل، وأن نتذكر أن شياطين الإنس تنفت في كل علاقة فلذا اكتموا قصصكم الجميلة..
فخفايا الروح لم تسلم من شر وخبث أصبح علنا يتوازى مع مشاعرنا وكلامنا حتى في أبسط حواراتنا، نمتلك تلك الغريزة الشريرة لحبنا لأنفسنا، بتنا نستقبل ردود أفعال الناس بنوايا خبيثة وليس عن طيب خاطر هذا ما عسانا نكلف به أنفسنا للبحث عن صراعات مع الناس ومن ثم يستفز بعضنا البعض للوقوع في صراع..
ليتنا نمتلك القدرة على السيطرة على جانبنا المشرق مع الآخرين وحتى وإن كانوا هم الجحيم فنحن لن نحاسب على حسب فهمهم بل على أعظم ما تخبئه سرائرنا، ففعلا ما خفي كان أعظم..