كلما وصلت مرحلة الانتخابات إلا وامتلأت قنواتنا التلفزية وشوارعنا وأحياؤنا بخطابات مثالية للسياسيين المغاربة من كل الأطياف السياسية، كل واحد يحاول أن يظهر حقارة الأطياف الأخرى بأفعالهم وتوجهاتهم، فـ الإسلاميون يدعون حماية العقيدة السليمة للمغاربة ويتهمون الأخرين بالزندقة والفساد والتخطيط لنشر كل الرذائل بالمجتمع..
أما الحداثيون فيتهمون الإسلاميين بالظلام ومحاولة إرجاع المغرب قرونا للوراء، ويدَّعون نشر الفكر التنويري بالمجتمع من أجل إصلاح كل أعطابه..، في حين أن كل التشكيلات السياسية والحزبية في المغرب يعدون الشعب المغربي بالعيش الكريم ومعالجة كل أسقام المجتمع.
ولكن بمجرد ما تنتهي الانتخابات لا يرى المواطن المغربي السياسي الذي صوت عليه إلا في حالات نادرة بالبرلمان، يقوم بتمثيلية مسرحية مفضوحة، بقراءة بعض مطالب الساكنة من الورقة على الوزير، وبأسلوب باهت، وصوت خافت، وملامح لا تؤكد أن هذا البرلماني جاد في مطالبه، ولا يدافع بشراسة إلا عن امتيازاته البرلمانية، النقل المجاني، التعويض البنزيني عن التنقل، التعويض عن الاسترخاء في الفنادق، التقاعد الضخم عن خمس سنوات من النوم.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يصبح هذا البرلماني هو المصدر الأول للزبونية، ينشرها يمينا ويسارا شرقا وغربا شمالا وجنوبا، بالتوسط في توظيف الأقارب، وتفويت المشاريع للمعارف، والدفاع عن مصالحه الخاصة بظلم الأخرين وعدم احترام القوانين.
بمجرد ما تنتهي الانتخابات لا يرى المواطن المغربي السياسي الذي صوت عليه إلا في حالات نادرة بالبرلمان، يقوم بتمثيلية مسرحية مفضوحة، بقراءة بعض مطالب الساكنة من الورقة على الوزير، وبأسلوب باهت، وصوت خافت، وملامح لا تؤكد أن هذا البرلماني جاد في مطالبه.
ورغم هذا لا يمكننا أن ننكر وجود بعض الساسة النزهاء الذين يخدمون مصلحة المواطن بتفان، ولكن كما يقول المثل المغربي: “حوتة وحدة كتخنز الشواري”.. فما بالك إن كانت الحيتان كثيرة!.