1844؛ هاته السنة المرجعية في تاريخ المغرب الحديث، شهدت أكبر حدث آنذاك وهي هزيمة معركة إيسلي، والتي جاءت نتيجة دعم القبائل المغربية الشرقية للأمير عبد القادر، اضطر بعدها المغرب إلى توقيع معاهدة لالة مغنية مع الاستعمار الفرنسي والذي كان آنذاك محتلا منذ 14 سنة للجزائر معتبرا لها محافظته السابعة عشر، مستغلا تضهور الأوضاع الداخلية بالمغرب وحالة الوهن التي أصابت الجيش المغربي ليزحف على حدود المغرب الشرقية.
14 مارس 1845 بلالة مغنية تم توقيع الاتفاقية بين فرنسا والمغرب، فنصت الاتفاقية على إبقاء الحدود كما كانت سابقا بين الدولة العثمانية والدولة العلوية ولا يتم أي ترسيم أو تثبيت للحدود. بند ملغوم يدفع المغرب والجزائر ثمنه الكثير اليوم.
1855 وبعد وفاة السلطان العلوي الحسن الأول، بدأت آلة الحرب الفرنسية في نهش أجزاء من الجهة الشرقية للمغرب بداية بعين صالح 1889 وتوات 1900 ثم تيندوف 1925.
يعتمد المغرب في مطالبه على الإرث التاريخي والثقافي والحضاري للمنطقة، كما يعتمد على عدة اتفاقيات من بينها اتفاقية لالة مغنية واتفاق 1902 بين المغرب وفرنسا والذي يؤكد في فصله الثالث على سيادة المغرب على تيندوف واتفاق فرنسا وألمانيا 1904 والاتفاق الفرنسي الإنجليزي سنة 1901، وكذلك التصريح الفرنسي الإسباني الإنجليزي سنة 1901.
بعد استقلال المغرب سنة 1956 بدأ المغرب سلسلة استكمال وحدته الترابية، فسارعت فرنسا إلى تقديم عرض مغري للملك محمد الخامس سنة 1957 يقضي بإعادة الصحراء الشرقية للمغرب مقابل وقف دعم الثورة الجزائرية، فكان الرد حاسما لا وقف لدعم ثورة التحرير الجزائرية وحدودنا سنتترجعها مع إخواننا.
سنة 1961 وقع المغرب والجزائر اتفاقا يقضي بأحقية المغرب في الصحراء الشرقية وبالضبط أقليم الساورة ويضم اليوم مدن: بشار – تيندوف – تيدكلت – العين الصفراء – توات وغيرها. وقعه عن المغرب ولي العهد آنذاك المرحوم الحسن الثاني وعن الجزائر رئيس الحكومة المؤقتة فرحات عباس، لكن هذا الاتفاق الذي أنكره الجانب الجزائري وأخلف في وعده فكان سببا أساسيا في حرب الرمال بين الطرفين.
هدأت الأوضاع وجمعت مدينة إيفران سنة 1972 لقاءا بين المرحومين الحسن الثاني والهواري بومدين، يقضي بترسيم الحدود رسميا واستغلال مشترك لمناجم الصحراء الشرقية، لكن الوقت لم يسعف أحدا، فقد فتحت الجزائر جبهة أخرى للمغرب بالصحراء الغربية وأسست لما يطلق عليه جبهة البوليساريو، هكذا ردت السلطات الجزائرية على المغرب بخلق نزاع مفتعل جديد يلهي عن المطالبة بأية حقوق في صحرائه الشرقية.
اليوم وسط هذا النزاع المفتعل شرقا وغربا بين المغرب والجزائر، يحمل إرثا تاريخيا وتدفع به الجزائر من قوت الشعب الجزائري وأمواله لدعم جبهات وهمية، والأكيد أن الخاسر الأكبر في كل هذا الشعبين المغربي والجزائري اللذان يحملان نفس الخصال وتجمعهم طبيعة وأرض ومصير مشترك.