الفراق موت وحياة والحنين في البعد هلاك
بهت القلب وصار طينا والروح من النواح متعبة
لحالي حزنت الحياة وأنا التي كانت تلاعبها
انطفأ أملي مخلفا حولي ظلاما دامسا
أمست الدنيا في صمت وغدا كل شيء بلا صوت
هدوء في الجوار نزل حتى جسمي سكن
لدقات قلبي تنبض ولا رئتي تتنفس
كل ما في أخرسه الوجع ألم ينهش في كل زاوية
عيني عمياء وهي مبصرة أنظر للدنيا وبالي شارد
صامت يفكر في لا شيء كل شيء فِيَّ عني تخلى
صرت وحدي كلالة لا قلب لي ولا روح
بعده غابت الشمس
وثقلت خطوات الدنيا
ورود حبنا الزهرية فقدت لونها وغدت أشواكا
ذكريات الأمس ريشة ناعمة
أصبحت اليوم مخالب دامية
كمن كان البارحة مبصرا واستيقظ في الصباح أعمى
بين الناس أنا جثة هامدة في ما مضى أنا شاردة
في الأعماق كومة من الجراح
وفي الجوف غصة أثقلت الكلام
أستمع لقلبي وهو يبكي
وأنا التي عشمته بالأحلام
لبست الحزن ثوبا أسودا وأعلنت الحداد في أرجاء كياني
تعلقت بحبل أوهام
ما لبثت أتسلقه حتى تلاشى
حب البارحة العشق والغرام هو اليوم ألم حزن وأوجاع
ما كان لي سعادة وأحياني
بات لي حبلا حول عنقي يميتني
صرت أنا وقلبي على خلاف
هو يريد الوفاء وأنا أريد الخلاص
أدعو الله وأترجى النسيان
وقلبي يردد بعدي إلا النسيان
كل شيء فِيَّ أدمن وجوده بعده كل شيء يرفض الفراق
هادئة أنا كالسلام في أعماقي حرب
تغلي
فوضى عارمة في داخلي
ضوضاء صاخبة في رأسي
يا طيرا عشه هجر
متى العودة للديار؟
تعبت التفكير والانتظار وأنت عن حالي غير سائل
أولم يكن في قلبك لي حبا؟ أولم أكن لك روحا؟
أين العشق الذي لا يموت؟ أين الغرام الذي لا يصدأ؟
أم هو مجرد كلام معسول
انتهت صلاحية إلقائه
حب زائف غَشَّى على قلبي حتى ذاب عشقا وسلم
أين أنا في كل هذا؟ فقدت نفسي وأضعتها
ذهبت أنت وخسرتها هي
وكيف هي الحياة بدونها؟ وأي طعم لها بدونك؟
لا هي معي على فراقك تعينني ولا أنت هنا من حطامي تنتشلني
غدا الليل وحشا في عيني أكره حلول الظلام حولي
تستيقظ الذكريات جائعة بقسوة
تنهش فكري
وتصحا الآلام هي الأخرى لتغرس مخالبها في قلبي
وينسكب الدمع من عيني عبابا والنفس تكاد تنقطع حزنا
وجع بات لي في الليل ونيسا هو كالقُصَمِ أتلف كياني
سكون الليل لي سقم صدى ضحكاتنا في أذني يطن
عطرك في أنفي وكأنك تحضنني خيالك أمامي يحكيني
أي نكبة هذه خلفت خارت قواي بعد رحيلك
لا شيء على فراقك يصبرني لم أجد في محنتي شيئا يقويني
حتى روحي بعدك هجرتني وقلبي يرفض النبض من بعدك