وكالعادة بعد مرور منتصف الليل أُعير منبه هاتفي وأغلقه كي أخلد إلى النوم لكن، هنا تبدأ رحلة جديدة رحلة ما قبل النوم أستلقي في سريري وأغمض عينيّ وتبدأ أفكاري بدوران فكرة تأخذني إلى القمة إلى حيث ما أريد وفكرة تأخذني إلى القاع إلى حيث ما لا أريد..
هل أبقى مهتما ببناء مستقبلي المجهول والوصول إلى حلمي الذي فقدت الأمل بأن يتحقق وأن ألتقي بشريكة حياتي التي رسمتها في مخيلتي وأن أؤسس أسرة جميلة وأكون الأب المثالي ذو العطاء لأطفالي وأحقق جميع متطلباتهم وأن لا شيء سيقف في طريقي وسأبقى في طريق النجاح..
أم أن لا شيء يستحق التضحية والمناضلة في ظل هذه الحرب التعيسة وأن أعمارنا تهالكت وقد وجب عليّ رفع راية الاستسلام وأن جميع ما سأبنيه قد يتلاشى في بضع دقائق ولا يبقى منه سوى الندم، هل أخضع لهذه الظروف النتنة، التي سببت لي الإحباط واليأس وأنا لازلت ببداية المشوار.. أم أبقى على أمل بأنه سيأتي ذالك اليوم وتهون كل هذه الصعاب ويزهر الياسمين من جديد، لكن، ماذا عن ذلك الحلم الذي أظنه لن يتحقق، ماذا عن هذه السنين التي ضاعت من عمري ولا تزال، هل يمكن أن تتعوض من جديد أم أنها فاتت ولن تعود وحظا أوفر لنا يا لها من أفكار شاقة..
هل بقي لدي من القوة على أن أقاوم وأعارك هذه الحياة وأتغلب عليها وأحتفل بلذة النجاح يوما ما، أم أن طاقتي نفذت والحياة تغلبت علي ورقصت على جثتي..
لا يمكنني وصف الشعور الذي يراودني يتعبني التفكير كثيرا وكأن داخل دماغي دوامة ثائرة لا تهدأ، وكأن رأسي سينفجر.. لكن ما يرفع من معنوياتي ويبقي لي ثمة ضوء في عتمة كل هذا الظلام؛ أن أبي قد علمني جيدا أنه لا يهزم سوى المحبطين وأصحاب النفوس الضعيفة، وأن الإنسان أقوى ما على الأرض من المخلوقات، وأنه مهما حصل لي لن أضعف وسأبقى مستمرا ولا مكان للاستسلام في قاموسي، وأن كل ما علي فعله هو رسم طريق النجاح أمامي والسير نحوه، والبقاء متأهبا ومستعدا لأي صفعة سأتلقاها، كما وعلي النهوض والمحاولة من جديد، وأن الممارسة والإصرار سيصلون بي إلى القمة يوما ما وأحقق كل ما أريد.
كاتب التدوينة: مجد الكوسر