اليهودية رايموند بيشار.. الجزائرية الأوروبية التي سقطت شهيدة من أجل أن تحيا الجزائر

لا يخفى على أحد دور المناضلات ذات الأصل الأوروبي خلال الثورة الجزائرية، واللاتي ناضلن من أجل استقلال الجزائر، وكُن جزائريات بأتم معنى الكلمة نظرا لما قدمن من تضحيات تضاهي في عظمتها ما قدمه الشعب الجزائري.

صورة ملونة للشهيدة رايموند بيشار

ويُصادف يوم 15 سبتمبر الذكرى الـ93 لميلاد الشهيدة الجزائرية الأوربية رايموند بيشار، التي سقطت في ميدان الشرف وهي تناضل ضد النظام الفرنسي المستعمر.  سقطت شهيدة والسلاح في اليد من أجل استقلال الجزائر.

رايموند بيشار المعروفة باسمها «الطاووس» لجمالها وعذوبة صوتها.. ولدت يوم 15 سبتمبر1927 ببولوغين في الجزائر العاصمة، وعاشت في مدينة قسنطينة معظم حياتها أين كانت تعمل مساعدة اجتماعية بمؤسسة EGA (سونلغاز حاليا) بحي الكدية، وهي نفس المدينة التي كان يعمل فيها والدها كرئيس محطة.

ورغم كونها من المعنيات بقانون الأهالي الذي كان يمنح من خلاله النظام الفرنسي امتيازات للأوروبيين القاطنين في الجزائر. إلا أن رايموند اقتنعت بعدالة القضية الجزائرية وناضلت من أجلها.

سقطت رايموند شهيدة بميدان الشرف وعمرها 30 عاما يوم 26 نوفمبر 1957، بذراع الريح بجبل تافرطاس بولاية برج بوعريريج، والسلاح باليد رفقة رفقاء السلاح الدكتور رشيد بلحوسين والسي ارزقي اوكمالو بعد اشتباك عنيف مع قوات الاحتلال الفرنسي، مع وقوع تسعة مجاهدين في الآسر خلال معركة غير متكافئة العدد والعدة، وكلهم يشكلون مجموعة تنتمي للولاية الثالثة التاريخية كانوا متجهين في مهمة نحو تونس.

ولم تمنعها إصابتها وهي تحتضر من صب سيل من الشتائم على الجنود الفرنسيين واصفة إياهم بالنازيين والوحوش والهمجيين مما استفز أحد جنود الاحتلال الذي أرداها قتيلة برصاصة أخرى.

وتشير شهادات متوافقة إلى أنه تم العثور على رايموند بيشار مكبلة ومصابة برصاصة في الرقبة، مما أودى بحياتها.

كل من عرفها عن قرب يشهد بشجاعة هذه المناضلة اليسارية وإيمانها وتمسكها بمبادئها إلى آخر لحظات حياتها.

غداة الاستقلال تم نقل رفاة الشهيدة رايموند بيشار إلى مقبرة قسنطينة، وتكريما لهذه المرأة المناضلة ومن أجل نقل ذكراها للأجيال الشابة يحمل مستشفى مجانة وشارع كبير بقسنطينة اسم رايموند بيشار.

Exit mobile version