باب منصور لعلج أو باب المنصور لعلج، أحد أضخم الأبواب وأجملها في العالم العربيّ والمغاربي، تحفة معمارية إسلامية، ومن أهم المعالم الأثرية لمدينة مكناس التاريخية.
يقع هذا الصرح المعماري شرق المدينة القديمة لمكناس، ويشرف على ساحة الهديم، ويعتبر أهم أبواب المدينة القديمة البالغ عددها العشرين بابا، وذلك لضخامته ولزخرفته ونقوشه العجيبة المستوحاة من فن الزخرفة الإسلامية.
تاريخ التشييد باب المنصور
تؤكد المصادر التاريخية على أن تاريخ تشييد هذا الصرح التاريخي يعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي في عهد الدولة الإسماعيلية، حيث اتخذ السلطان مولاي إسماعيل من المدينة عاصمة لحكمه، وسعى خلال فترة حكمه إلى تأسيس مدينة عظيمة بأسوار شاهقة وبروج دفاعية عالية، وقصور فخمة، وأبواب متينة، وحدائق ومسطحات مائية واسعة.
ولعل باب المنصور من أهم ما تم بناؤه في عهد الإسماعيليين، حيث أمر السلطان مولاي إسماعيل ببنائه أواخر القرن السابع عشر، إلا أن المنية وافته والأشغال مازالت قائمة على بنائه، أكمل بعده ابنه السلطان مولاي عبد الله بناء الباب، وانتهت أعمال البناء عام 1732م.
يعد اليوم باب المنصور رمزا لمدينة مكناس، فهو من المعالم القليلة التي استطاعت الحفاظ على تصميمها وهيكلها العام، حيث لم تطرأ تغييرات كبيرة عليه منذ بنائه في عهد السلطان مولاي عبد الله عام 1732م.
باب منصور لعلج.. تحفة معمارية نادرة
يتميز باب المنصور عن بقية أبواب البلاد بمخططه المبتكر، والمساحة التي خصصت لبنائه، وعناصره المعمارية، وتنوع مواده وكثافة ووفرة تزيناته.
يصل ارتفاع باب المنصور إلى 16 متراً تقريباً، ويشرف على ساحة الهديم، تتألف الواجهة الخارجية للباب من فتحة مركزية مكونة من عقد نصف دائري، يصل ارتفاعه إلى 8 أمتار، يتربع على جانبيه برجان مربعا الشكل، يضمان عمودين عاليين من الرخام الأبيض، وحسب البحوث التاريخية فإن العامودين جلبهما من الآثار الرومانية لمدينة وليلي، فيما يرجع أصل تيجانها المزخرفة والمركبة إلى إيطاليا.
زين الباب بزخرفة من الزليج والجبس والرخام ذات أشكال هندسية متنوعة، كالمعينات والمجادل المزهرية وزخرفات نباتية، ونقوش كتابية بحروف نسخية.
فيما زخرفت قمة الباب بمجموعة من الشرافات المسننة، وخلت واجهته الداخلية تماما من أي عنصر زخرفي.
معلم سياحي يبرز تاريخ المغرب العريق
كانت لهذا الباب أهمية تاريخية، ليس فقط لضخامته وزينة بناءه، بل باعتباره مركز هام لحكم سلاطين الدولة الإسماعيلية، وذلك لاحتضانه العديد من الاجتماعات واللقاءات الهامة في ذلك الوقت.
حيث احتضن محكمة باشا المدينة، والذي كان يعقد فيه اجتماعاته لحل الخلافات، كما وكان يقصده الجنود في ذلك الوقت لتناول وجبة الغداء عقب صلاة الجمعة.
أما اليوم فهو يعد من أهم المعالم السياحية في المدينة.
يلقى باب منصور اهتماما كبيرا من قبل الحكومة المغربية، التي تسعى للحفاظ على هذا الموروث التاريخي، وتقام فيه سنويا العديد من الاحتفالات الدينية والعسكرية والشعبية.
- كنيسة القلب المقدس (كاتدرائية الدار البيضاء).. معلم تاريخي ومركز ثقافي بارز
- سوق مراكش.. القلب النابض لمدينة مراكش ومقصد السياح من كل دول العالم
- مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء.. تحفة معمارية ومعلم سياحي يقصده كل سياح العالم
- إكودار أو المخازن الجماعية.. أقدم بنوك العالم
- المدرسة البوعنانية في مكناس.. آية من آيات الفن والإبداع المعماري في المغرب