أنا المرأة التائهة في صحراء ذاتي، أنا المعقدة بالعاطفة أنا الباحثة عنك في كل مكان، أنا المنتظرة منك أن تمطر حبا، فالحنين زاد ولم يعد يطاق، أحتاج لقاء دون ترتيبات مسبقة فقد قيل “رب صدفة خير من ألف ميعاد”..
غيم في عز الصيف، وكماء بارد يروي العطشان في عز الحر، لعلك تسقط على ظمأ صدري وتحتوي روحي الذابلة لأشعر بامتداد جذور قلبك في أقصى صدري كما لو كنت الثمرة، ولكن في ذات الحين أخشى بعدك وفراقك، فأنا أعجز عن عناقك.. أخشى أن يكون العناق الأخير، وأخشى أن أقول لك أحبك حتى لا تذبل على مسمعك ككلمة تعودت على سماعها لأني أحبك بكل ما تحويه الكلمة..
لم أتركك وحدك فأنا الأمان حين يكون العالم في حرب وفي سلم، أنا الأمان الذي يكبل أوجاعك بوثاق فرح، أن أكون الأمل الذي يرفرف في سمائك لحظة يأسك، وأكون التي ترسم الابتسامة على شفتيك حين يقسو عليك العالم، فأنا سأظل الحضن الدافئ كحضن أمك، سأكون لك أما وأبا وأختا وصديقة ثم حبيبة وزوجة، ستراني كما تمنيت وستراني الفخر والجنة التي طالما سعيت أن أكونها..
لن أخيب ظنك أبدا تأكد من ذلك.. لكن خوفي أن يخيب ظنك بي حين أكون بلحظة ضعف وحين يجتاحني الانكسار آنذاك لا أدري ما يحصل بي، وكأني لا أملك ريموت لأتحكم بنفسي، فهل تعلم ماذا يعني أن يمسك أحدا بوقود ويكبه على قلبك ويحترق أمامك وأنت لا تملك أي شيء لتنقذ نفسك سوى الاستسلام للحريق الذي يشوب أغلى ما تملك..
ربما وقتها تحترق أنت أيضا بنيران ربما تكون من أضرمها، ولربما بعد مدة تنجو من حروق أصابتك ولكن التشوهات التي أصبت بها لا تموت ولا تختفي الندبات أبدا مهما فعلت، ومهما حاولت سيظل شيء دائما عالقا بيني وبينك كلمات وعتاب لم يقل، وكذلك شوق فوق شوق حتى تكدس ككومة مشاعر ستنفجر يوما..
ففي آخر الليل من كل يوم يتملكني هدوء خافت وتبقى إضاءة هاتفي الوحيدة المؤنسة لي حين يستعمرني تفكير لا ينتهي بك، لربما تفكر بي أنت أيضا في تلك اللحظة وربما تنهمر دموعك مثل دموعي حرقة وغصة تسبب لك اختناق لدرجة أن قلبي لازال ينطق باسمك وكأنه يقسو علي مثلما قسوت عليه..
حقا إحساس مُؤلم!!.. حين تكتب ثم تمسح وهكذا إلى أن تغلق المحادثة ويبقى في قلبك، شعور لا يُحكى ولا يكتب فأنا بحاجة لحديث لا ينتهي معك، هذه التراكمات من الشوق تجعلني شخصاً سيئاً مع الجميع.. أعد إلي روحي واجعلني أعود كإنسان عادي، فكم أن العادي جميل جدا رغم أنه لم يروقني حينها، حيث أن الآن لا فرق بين قلبي وعقلي ذاك ينبض لك وهذا يفكر بك..
كلاهما أنت ولا أعرف أين أنا.. ثم ماذا أفعل إن زارني الموت فجأة ويدي المعطوبة لم تكتب لك رسالة بعد تُعبر فيها عن كل ما يجتاحني ويغوص بي حين لا تكون..
كيف لكبريائي الصمود لكوني تمسكت بك جيدا، ضحيت لأجلك جدا، فعلت المستحيل لأجلك ولكنك خذلتني.. فأنا كنت غبية حين ظننت أنك تحبني وخذلت نفسي حين راهنت أنك مختلف عن البقية، جادلوني وعاتبوني ولكن تمسكت بك حق تمسك ولكن أنت أفلت بي وتخليت عني.
فسحقا لقلوب تخلت ودمرت نفوسا في عز أوجها وإشراقها بسبب الظروف التي اتخذت كوسيلة فقط لا غير للتخلص منك فالمؤسف أن ينتهي ما بيننا ويظل الشعور مستمر..