إن الدارس لـ تاريخ المغرب يجد به محطات مضيئة، عرف فيها المغرب ازدهارا كبيرا في مختلف المجالات.
لكن سرعان ما تعقبها مراحل مظلمة تدمر ما تم بنائه في المراحل المضيئة، وهذا ما يفسر الوضعية المتازمة التي يعيشها المغرب رغم تاريخ المغرب العريق.
حكم المغرب سلاطين أقوياء في عهد مختلف السلالات التي تعاقبت على حكم المغرب، لكن الملاحظ أنه مباشرة بعد وفاتهم يدخل المغرب في مرحلة الضعف والفوضى والصراع حول الحكم.
ذويمكن أن نذكر هنا عدة أمثلة:
ضعف الدولة المرابطية بعد وفاة يوسف بن تاشفين.
انهيار الدولة الموحدية بعدة وفاة يعقوب المنصور الموحدي.
تفكك الدولة السعدية بعد وفاة أحمد المنصور الذهبي.
ضعف الدولة العلوية بعد وفاة المولى إسماعيل…
ويمكن تفسير هذه الأزمات المتتابعة بغياب مؤسسات تنظيمية لأجهزة الدولة، وكذا ارتكاز قوة الدولة على الزعيم، وأيضا غياب آلية واضحة لانتقال الحكم بعد وفاة السلطان، فالكثير من الدول انهارت بسبب تنازع أبناء السلطان أو أقربائه على الحكم.
تاريخ المغرب والانكسارات التي كسرت شوكة المغرب
ولا يمكننا أيضا أن نغفل دور الاحتلالات الأجنبية في تكسير قوة شوكة المغرب غرب البحر الأبيض المتوسط.
هذه الاحتلالات ابتدأت منذ العصور القديمة واستمرت إلى حدود التاريخ المعاصر.
وهنا يمكننا أن نستحضر دور الغزو الأيبيري في إضعاف الدولة المرينية، ودوره في إفشال الدولة الوطاسية التي لم تعمر طويلا.
وكذا محاولة البرتغال إنهاء حكم السعديين خلال حملة معركة واد المخازن.
وأخيرا الضغوط الاستعمارية الفرنسية الأسبانية التي أفشلت الإصلاحات التي قام بها الحسن الأول.
الكثير من الشعوب بنت على تاريخها وواصلت التطور.
وشعوب أخرى اعتمدت على إنجازات الحضارات الأخرى وطورتها فأصبحت رائدة بكل المجالات.
بينما تبقى استفادة المغرب من تاريخه العريق، تنحصر فقط في القطاع السياحي الذي يخضع لتقلبات الأزمات الاقتصادية والسياسية بالعالم.