تــرانـيــم ذات
رَصَاصَةٌ بالسَّماءِ، ورَجُلٌ بالثَّرَى…
صَرخَةُ اسْتِهْلالٍ وحَفلُ تأبينْ
بُوقُ حَربٍ وزَغَاريدُ سلام
أَصفادُ أسير وأنباءٌ بالأثيرْ
من بينها أختارُ الحربَ…
فيها رصاصٌ يتراقصُ على أنغامِ زغاريدِ اسْتهلالِ ابنِ شهيدٍ وَارَى الثَّرى وأعلنَ معهُ نبأ السَّلامِ حامِلاً أوراقَ زيتونٍ زَرَعَهُ عَدُوٌّ بالأمسِ كان خليل…
غَيثٌ يَروي أرضاً بُورْ…
يَزرعُها ريفِيٌ بالمدينةِ وهو قائمٌ يُقامرْ، يُسَمِّي الله على ما حَرَّمَ ويُعَاقِرْ…
فَقيهٌ بعلمهِ يُجاهِرْ…
حَتَّى صَار َعلى ما يَقولُ عاَبِرْ…
وَصَّى وَنَكَرْ، وَجُحِدَ فانتَحَرْ
لَيْسَ هُوَ بَلْ عِلْمُهُ واندَحَرْ…
وَحيدٌ كَنَابٍ يتمايلُ بِفَمِ عَجُوزْ، ساذَجٌ كَالعاشقِ بِلَيْلاه…
عُمْر ٌ كُلَّما زَادَ قَلَّ وعَظُمَتْ قيمتهُ، وأصبحَ كُل يومٍ هديةً متكلفةْ…
كَمُتَطَلَّبَاتِ زوجةٍ بشهر عسل مِنْ مَلِكَةِ نَحْلٍ حَكَمَتْ نَفْسَهَا فَضَلَّتِ الطَّريق…
بِهِ وِجْهَتَانْ، الأولى تَقُودُ إلى هُنَاكَ، والأُخْرى لِلاَّمكَانْ…
حَيْثُ أَقْطُنُ وَمَعي أَهْلِي…
ظِلِّي وَصَدَايْ وإِبْريقُ شاَيْ أُعِدُّهُ كُلَّمَا أَتاني زائِرْ…
لَكِنْ دونَ اسْتِئْذَان يَدُقُّ أَمْعَائي وَالسِّنْدَانْ…
في السَّفينَةِ أُحَلِّقُ بَيْنَ السَّحاَبِ مُمْتَطِيًا جَوَادًا بهِ مَفَاتيحُ فارِسٍ…
بِلَمْحِ البَصَرِ، سَافَرْتُ العَالَمَ…
لكِن بِمُخَيِّلَتِي…
فَعِشْتُ قِصَصَ حُبٍّ وَعِشْقٍ وحُروبْ، لكن لَمْ أَمُتْ فالأبْطاَلُ لا يَمُوتونْ.
لَكِنْ بِشَريطٍ كُنْتُ أرَاهُ أَمْسْ…
بِمَتْنِ خِطابٍ عَلى الأُمَّةِ اغتِيل…
إنَّهُ قَلَمِي…
مَنْطِقِي، فَلَمْ يَعْلَمْهُ سِوَاي، وَوَرَقَةٌ تُغَازِلُهُ كُلَّمَا ثار…
قال ذاتَ يومٍ:
وُلِدْنا لِنَتَظاهَرَ أنَّنا نَعِيشْ، نَتَقَاسَمُ البَسِيطَةَ وَزَمَنَ العَيْشْ… تُفَرِّقُنَا أَعْلامٌ وَسَاسَةٌ وَجَيْشْ..
قُلْتُ اصمت فالسياسةُ نَجَاسَة قالها مُرسي وهو رئيس..
قال اصْمُتْ أَتُجادِلُ مَنْ كانَ قَلَمَ ناشِطٍ حَبيسْ.
بالضِّفَةِ الأُخْرى حُلُمٌ يُرَاوِدُني ضُحَى…
هُوَ نُقْطَةٌ بالِغُهَا بِمِلْءِ سُطُورِ دُنْيَايْ…
بِالبَحْثِ عن مِدادها، والمداد وِشاحٌ حِيكَ مِنْ خُيوطِ العِلْمِ المُرَصَّعِ بِأَحْرُفِ ماَسٍ اشْتُقَّ حُسْنُهُ مِنْ مَلاك…
سَحابَةٌ عابِرَةٌ، تُطْفِئُ نارَ الجَهالةِ بِنَفْسي، وشمسٌ أنارَتْ الطَّريقْ…
بالأولى أَسْتَظِلْ، وَنُورٌ يَتَثائَبُ مِنْ سُباتٍ عميقٍ وَقَطَراتٌ أَحْشوا بها قلمي قَدْ جَفَّ ريقُهُ…
لكنَّها سَراب…
أَبِصَيْفِ صَحْراءَ ماء؟؟؟
كُتِبَتْ رسالةٌ لِحَكيمٍ بالوطن…
أَنْ أَعْلِنْ وَفَاةَ الحَقِّ بِخَطٍّ طالَمَا شَقَّ جِبالاً وَفَطِنْ…
نُفيتُ فَلَمْ أَجِدْ في كَنَفِهَا سوءًا أو ألَمْ…
فَقَطْ سَرابٌ أَعْلَمُهُ لكن العِزَّةُ أَهَمْ…
أَعيشُ بِسَراَبِ دُنْياَيْ خَيْرٌ مِنْ وَاقِعٍ هَرِمْ
أُعْلِنُهَا أنا قَلَمٌ ثَائِرٌ بِلاَ مِدادٍ لَكِنْ بِرُوحي عِشْقُ وَطَنْ.