تَجربَتي في مُخيم “The Olive Writers”

لقد أَضْحَى الشابُ المغربي يُعاني أَشَدَّ المعاناةِ في الوقتِ الرَّاهِن، إذْ أصبحت البرامجُ الثقافية والتربوية شبهَ مُنعدِمة. وجراء هذه المعاناة، فإنني سأتناولُ في هذا المقال، تجربتي التي أقَلُّ ما يُمكنُ أنْ يقال عنها أنَّها جميلة، وقد قدم لي هذا المخيمُ أشياءً عظيمة لا يُمْكِنُ أن تتيه في سَراديب النِّسيان.

إنَّ الحديثَ عَنْ تجربتي الفريدة في مُخيمِِ للكتابةِ الإبداعية ما هو إلاَّ فسحةٌ جميلة لتزويد الشباب بمجموعةِِ من المبادئ والخطوات لكي يندمج في مثل هذه التظاهرات الراقية.

لقد كان مُخيم” The Olive Writers” تجربةََ فريدةََ من نوعها إذ أضافَت الشيءَ الكثير إلى أسلوبيّ سواءُُ في الكتابة، أو كيفية التواصل، وأفق فتح حوار مع أشخاص لا تعرفهم. زادت شخصية رزانةََ، وازدادت ثقتي في نفسي كثيراََ، كُلُّ هذا حَدَثَ بفضلِ أُنَاسِِ عرفتهم تحت سقفِ الكتابة، لقد كانت تجربة جميلة إذْ أعطت لحياتي قيمة وجعلتني مسروراََ بكل المقاييس.

بَعْدَ الاستيقاظِ صباحاً، نتناولُ وجبةَ الفطور والكل يَبْتَسِمُ في وَجْهِ الآخر، نذهب للمركز ندرس ونتعلم والابتسامة لا تَخْتَفي عَنْ وجوهنا، لنتناول وجبة الغذاء، في مطعم فاخر، نَلتقطُ “السِّيلفي”، نضحكُ كثيراً، ثم نعود مساءً ولا تَشوبنا ذَرَّةُ تَعَبٍ أو ما شابه ذلك. كُلُّ هذا عشناه بكاملِ تفاصيله، دونْ أنْ يُحِسَّ أحدُُ مِنَّا بالمللِ أو شُعورِ اسْتِياء.

لقد كنتُ الفرحَ المَنقوصَ أو الفَاقِدَ لمعناه بِكُلِّ ما تحمل الكلمة من معنى ودلالة، إلى أنْ أخذتني رياحُ الكِتابةِ إلى ذلك المخيم الرائع. تعرفت على أصدقاءِِ جُدد، أطربوني أدباََ، وكانوا يحملونَ بينَ قلوبهم بحراََ من الإنسانية والطيبوبة.

على أرضِ الحقيقة كان الأدبُ هو السبيلُ إلى فتحِ حدودِِ جديدة للتواصل والحوار. سابقاََ، لم تكنْ لديَّ الجرأةُ في أنْ أفتحَ حواراََ مع شخصِِ غريب عنّي، ولكن الآن أصبحت منفتحا أشدَّ الانفتاح. ستةُ أيام مرت مرور الكرام، استفدتُ فيها الكثيرَ والكثير، تلك هي أدبيةُ الصُّور التي خانتني الكلمات والألفاظ في أنْ أعبِّرَ عن ما يجول في خاطريّ.

لِكُلِّ مرءِِ قَدْرُهُ حَسْبَ قَدَرِهْ، هكذا أنا، شاءتِ الأقدار وتهاطلت عليَّ أمطار الحظِّ لأتمكن من المشاركة في برنامجِِ عظيم، منحنا أشياءََ عظيمة تستحقُّ جُلَّ الاهتمام، واستمتعنا كثيراََ بهذا البرنامج، وأخذنا أساليبَ جديدة في الكتابة. وإلى كلِّ من سَهَرَ على إنْجاحِ هذا البرنامج فكلمات الشكر لا تكفيكم، والتعب كان ينخر أجسادكم كثيرا، سامحونا، نحبكم حبا جما.

ضحكنا ولسعتنا المسرَّاتُ كثيرا، وستةُ أيامِِ سنشتاق إليها، وسأقدمُ لذلك الجيلِ القادم طبقاََ من الكلمات من أجلِ أنْ يعملوا جاهداََ للمشاركة وأنْ يُضحوا بالغالي والنَّفيس ليستمتعوا كما استمتعنا. البرنامج نَالَ إعجابي رفقةَ أصدقائيّ الَأجِلاَّء، الذين مَنحوني مَعنى الصداقة والطَيبوبة، وأتمنى بفارغِ الصَّبر بل على أحرٍّ من الجمر أنْ يُكْتَبَ لنا لقاءُُ آخر. لكم منِّي خالِصَ الودِّ والاحترام والتقدير.

الذكريات التي تركها هذا المخيم دائماً تدخلُ معي في حوارِِ طويل الأمد، لأبتسمَ ابتسامةَ فَرحِِ ويزيدُ حُبِّي وعشقي لأصدقائي كثيراً. تَوسلتُ للكلمات والألفاظ كي لا تَخونني في التعبير عَنْ ما يُخالج وجدانيّ، وها هي الآن خانتتي دونَ سَابقِ نذير. أُحِبكم جميعاََ.

كاتب التدوينة: سفيان البراق

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version