تونس (MTAPOST) – جزيرة جربة موطن الحضارة والجمال، كيف لا وهي عبر تاريخها الطويل كانت موطنا لكثير من الحضارات والثقافات بدءًا بالفينيقيين والرومانيين والبيزنطيين وانتهاء بالفتح الإسلامي ثم العثمانيين ثم الاستعمار الفرنسي. مما جعل منها جزيرة فريدة من نوعها والوجهة الأولى للسياحة بتونس لاكتشاف معالمها التاريخية ولجمال طبيعتها الأخذ وحسن مناخها.
تقع جربة في خليج قابس، شرقي العاصمة التونسية، وهي أكبر جزيرة في الشمال الافريقي بمساحة تصل إلى 125 كلم2.
تمتلك الجزيرة شواطئ من الرمل الناعم، تحيط بها أشجار النخيل الباسقة.
وقد أصبحت جزيرة جربة بفضل مطارها الدولي أحد أهم المقاصد السياحية في المتوسط، لما تزخر به من فنادق فخمة وبنية سياحية متطورة، وعديد المراكز للمعالجة بمياه البحر التي تقدم خدمات طبية متميزة.
يربط طريق يعود إلى العصر الروماني جزيرة جربة بجرسيس. هذه المدينة الواقعة في قلب غابات النخيل تتميز بمحطة سياحية هامة وهي شهيرة بشواطئها الذهبية، دون أن ننسى الحفاوة المتميزة وما تزخر به من معمار أصيل.
جربة جزيرة الأحلام
المشاهد الطبيعية والأفق الجميل، المناخ اللطيف وشواطئ الرمل الناعم الأبيض، والمعمار المتفرد، المكون من المنازل المكعبة والقباب البيضاء.
هذه الجزيرة عبق تاريخ يعود إلى آلاف السنين، لتكون منطقة جربة _ جرسيس عبارة عن تحية للجمال والبهاء.
أوليس بذاته انبهر بسحر المكان وهذا الجمال. ولا يزال هذا السحر له مفعول خاص لدى الزائرين الذين ينبهرون بالجمال، فيفقدون الإرادة، كما كان حال ”أوليس” ومن معه.
هذه الجزيرة الواحة، لا تزال فرادتها في المتوسط تجلب السياح وتسحرهم.
عديد المعالم في جزيرة جربة لا تزال شاهدا على ماضي هذه الجزيرة العريق وتاريخها الحافل، مثل البرج الكبير وبرج القسطل.
الزائر سينبهر بمساجد هذه الجزيرة ذات المعمار المتميز، التي مثلت أيضا منابر لمقاومة الغزاة.
في قلب الجزيرة، تقع الحارة الكبيرة والحارة الصغيرة، كدلالة على الوجود اليهودي في الجزيرة.
يُطلق على جربة “جزيرة المساجد”، وذلك لاحتوائها على 366 مسجدا معظمها يتميز بالبساطة وصغر المساحة.
بيعة الغريبة
الطائفة اليهودية تعيش في جزيرة جربة منذ القدم في تناغم كامل مع باقي السكان. تملك بيعتها أحد أهم النصوص التوراتية في العالم، وهي أيضا مزاراً لليهود أصيلي المغرب العربي.
البرج الكبير (برج غازي مصطفى)
تعود هذه القلعة المهيبة إلى القرن الخامس عشر، وقد صد على أسوارها القرصان درغوث هجمات الأسبان سنة 1560م.
الصناعات التقليدية
الصناعات التقليدية في هذه الجزيرة جذورها ضاربة في القدم، وهي مستمدة من إرث حضارات البحر الأبيض المتوسط في قلالة، حيث صناعة الفخار المتقنة. وتتميز المنسوجات الجربية بدقتها وجمالها وتصاميم بعضها يعود إلى العهد الفينيقي.
كما يمكن زيارة معاصر الزيتون الواقعة تحت سطح الأرض، وهي إلى جانب صناعة السعف تبرزان في جلاء عمق هذه الثقافة وتراثها.
صناعة الذهب في الجزيرة تعود إلى عهود بعيدة، وقد استطاعت على مر هذه العصور أن تكون لها صيتاً تجاوز حدود هذه الجزيرة، بل المنطقة بأسرها. متحف الفنون والعادات في حومة السوق، وغيرها من الفضاءات الثقافية، تكون جميعها صورة ومرآة هذه الثقافة وهذه التقاليد.
بنية سياحية متطورة وخدمات مميزة
سواء جاء تصميمها مستلهما من عمارة المنازل التقليدية أو العصور العربية الأندلسية، فقد استطاعت الفنادق في جزيرة جربة أن تتنافس في الجمال والفخامة وجودة الخدمات، ملبية طلبات النزلاء وساهرة على راحتهم وموفرة لهم طيب المقام، سواء للسياحة التقليدية أو سياحة المؤتمرات التي بدأت منذ فترة تعرف ازدهاراً كبيراً.
وتأتي مراكز المعالجة بمياه البحر، التي توفرت فضاءاتها ضمن الفنادق بمستوياتها المختلفة، ملبية جميع الطلبات. ولا يتعجب المرء من هذا الأمر، حين نرى وندرك علاقة هذه الجزيرة العريقة بالبحر.
الترفيه والتسلية
من الصولجان إلى كرة المضرب، وصولاً إلى ركوب الخيل إلى الغطس، مروراً بالمهرجانات المختلفة إلى جانب الجولات العديدة، كلها أنشطة تجعل الزائر يتمتع بوقته.
يمكن ركوب قوارب الصيادين في جرجيس والبحث معهم عن الإسفنج الطبيعي، أو مشاركة الأهالي في صناعة الحصير في حومة السوق أو القيام برحلة صيد بحري في مليتة.
وتوفر الجزيرة لزوارها فرصة لركوب الطائرات الشراعية ذات المحرك الواحد، حيث يمكن الطيران فوق واحة ”للاّ حضرية”.
كذلك يمكن ممارسة رياضة الصولجان في هذه الجزيرة الساحرة، إذ يوجد ملعب على درجة كبيرة من الجمال. كذلك يمكن التمتع بمشاهدة طيور البشروش في منطقة رأس الرمل.
عادات وتقاليد
المتجول في جزيرة جربة، قد يعترضه موكب عرس، بجحفته التي يحملها جمل وبداخلها العروس، ويصحبها الرجال والنسوة وفرقة موسيقية تقليدية..
في ميدون، يمكن مشاهدة الرقصات الأفريقية العتيقة المسماة ”غوغو” يعود المشاهد إلى الأصول الافريقية لهذه الفرق.
متحف “قلالة”
من أعلى قمة في جزيرة جربة يطل متحف “قلالة”، مبنى أبيض اللون يتربع على هضبة “طاسيطا” ويطل على ريف هادئ شرقًا وخليج “بوغرارة” غربًا وفي أسفلها مدينة قلالة العريقة.
مركب ثقافي ضخم يهتم بالفنون التقليدية وإبداعات الصناعات اليدوية القديمة والعادات الشعبية.