وإني رأيت في حبك لـ “هيا” الكمال، نعم أعرف أنها كلمة عظيمة لكننا بما نفتقد في عصرنا الحالي هذا لنظير تقديرك لها في الحب في حياتها وبعد مماتها يجعلني أصفه بالحب الكامل.
“هيا” ذهبت فخورة بأيقونة أحبتها بعدما ترعرع سندها على عرش ملكة ربت فيه ذاك الحب ليهديه لها كزوجة في المستقبل، قبل أن يتأكد من الاستمرار فيه لمكانة اﻷنثى في الإسلام ولما يعامل به الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاته..
على هته الخطى سرت بعد أن اقتنعت أنها اﻷمثل إن نحن أيضا طبقناها مع شركاء حياتنا فعلا ﻻ قوﻻ فحسب، “هيا” فخورة بحبك الذي كساها في الرخاء والشدة وهي بجانبك وبجانب اﻷطفال، وﻻتزال بنفس الفخر وزيادة حينما يصلها دعاؤكم، فكيف ﻻ تفخر وقد زرعت بلسما لجروحها، وعبيرا يفوح طيبا ينعش كل محيطهم..
هي فخورة بك ﻷنك حريص على تلقين اﻷطفال نفس النظام الذي كانوا عليها قبل الفقد، وأنك تخصص لها من وقتك كل يوم حصة اﻷسد لتعطر بيتك بوجودها وبنبل أخلاقها حاثا كل منهم على تمني الفردوس لها والصبر الجميل حتى يجازون عنه باللقاء هنالك في الجنة، فكيف تحزن على فقد “هيا” وما هذا الفقد إﻻ مؤقت وفي الفردوس اللقاء اﻷزلي!؟..
أكملي الحكاية، وصاية عانقت السماء لتغفو على الواقع مقطع فيديو تجسيدي لرقي الحب واﻹخلاص في العِشرة، كلما أحسست أنني متعطشة إلى أن أُشحن أملا في التغيير مع من أحب شاهدته، ﻷنه ببساطة يجسد اﻹحسان إلى الشريك ﻷننا ﻻ ندري متى وفي أي ظرف سنفقده وستبقى وحدها شرائط ذكرياتنا معه ما تنفك مفارقتنا كل الوقت..، خاصة وإن كانت كلها ندم وتحسر على عدم استغلال اللحظات كما ينبغي..
لكنك كنت الاستثناء، واختزلت مشوارك مع “هيا” بالخيرات وجميل الذكريات التي تظهر على محياك فخرا حتى بعد فقدها، ﻷحط حكمتك مبدأ حياة، وفن عيش أخبرت محيطي بها يوما حينما أسقط، أو ربما أيضا حين أفقد أن يقولوا لي صبرا جميلا كذاك الذي رأيت على مُحيى الدكتور سلمان بن فهد العودة حين فقد زوجته “هيا” وظل يقاوم اﻻستسلام لليأس.
أكملي الحكاية من أعظم المقاطع التي بثت في نفسي التغيير قبل فوات اﻷوان، وجددت فيَّ حس حب اﻵخر ولحظة الخير..
أكملي الحكاية رسالة لـ”هيا” ولنا جميعا من شخص وازن تتحدث عنه أخلاقه وشيمه قبل لسانه، أكملي الحكاية نداء للمقدمين على عبادة، عمل، أو زواج أﻻ يتنازلوا عن تجاربهم قبل أن يكملوها منتصرين..
أكملي الحكاية، بأنامل زوج وَفي خطت عبرة للعالم بفضل “هيا”، عَلَّ كل واحد رأى المقطع أن يرسل لها دعوة رحمة لها وللمسلمين وهو يردد، اللهم أذقني تجربة حب مثالي كتلك التي كانت بين سلمان العودة وهيا السياري.. كنت تستحقها.