فأجيبه أنا السبب أحببت بلا أمل.. أهواك أهواك..
يتصاعد صوت فيروز الذي يلامس قلبي ويعزف على أوتاره بطريقة هستيرية ليمتزج بكل شغية داخلي فيلقي بي في كل الدروب التي تجاوزتها ويعيدني للبداية منكسرا لا أقوى على مغادرة قوقعة الخذلان، وعيونك تبسم لي..
يعيدني صوت فيروز لبداية الطريق مأسورا بعينيك الفاتنتين، اللتان تشكلاني وتخلقاني من جديد عاشق لا يقبل البعد عنهما…
يتصاعد صوتها رويدا رويدا فيوزع الحب والسلام والحزن والوجع.. إنه مزيج من التناقض الذي يبرز جدوائية الحياة والحزن والجمال وحتمية نداء الذاكرة الذي لا يسكته شيء…
نداء يتردد صداه داخلي فيعصف بكل قراراتي وعوالمي ويجعلها هشيما تتقاذفها متاهات النسيان واللامبالاة، تتعمدين المكوث في ذاكرتي وتأبين أن تبرحيها لتجعليني أعيش في الماضي مهموما به دون أن أهتم للحاضر..
تلعنين حاضري وتلقي عليه تعاوذيك التي تجعل حياتي باهتة لا لون فيها..
إنك سيئة في الحب وفي الخذلان والرحيل.. هل كان وجودك حقيقة لهذه الدرجة حتى يكون كل شيء عداه وهما لا يهمني ولا أبذل فيه أي جهد، أم أنه مجرد جنون يعتريني كل ما رأيتك تقفين قبالة ذاكرتي..
بالأمس رحلت دون سابق إنذار أو وداع تركتني في مدائن الحزن وحيدا لا أقوى على حراك يتلحفني البؤس ويصرخ في وجهي الماضي متنكرا لذاتي وما كنته، تتنكريني لوجودي وتعلنين ذلك برحيل مفاجئ كرحيل الأمهات يشعل داخلي نبضات يأس وحزن لا تتوقف..
الآن أفكر بكِ ماذا تفعلين وأي حياة تسكنين؛ هل لازلت ذكرى لاصقة فيك أم أنني أصبحت مجرد وهم لا يعني لك شيء.. أفكر في عينيك اللتين ترمزان عندي لمهد الدهشة ومهبط الوحي وتوراة الشعر وأنجيل الجمال..
عيناك اللتان تشكلان سعادتي وفرحي وجنوني في أي رأى الآن وماذا تعكسان. كنت وما زالت حقيقة تسكنني وإيمانا راسخا يرفض التشكيك وهاجسا يزداد يوما بعد حتى وإن تنكرت له محاولت التخلص منه، ورقصت كالمجنون مع الحياة والواقع وما يقف في الطريق..
كنتِ دوما غالية تسكنين أعماقي ويتشعب حبك داخل كل جارحة مني ويمتزج بعواطفي.. لطالما حاولت نسيانك وأغريت نفسي بالكثير لكنك لا تبرحين ساحة قلبي..