قرأتها ذات مرة وبقيت عالقة في ذهني؛ “الطفل طينة ليّنة تشكّله حسب تعاملك معه”..
كلكم راعٍ وكلكم مسؤول..
أظن صعوبة الدنيا تكمن بعدم وجود قوانين قوية لا عشوائية فَلَو قلنا لأي أم أو أب اعملا في شركة دون قانون لا أتوقع بأن يجيب أحدهما بالقَبول ولو حصل فربما عليه إعادة حسابه لكونه أب أو أم..
ولو أخبرتهما بأن شركة أخرى تسلب الحرية وتمنعها وتتحكم بها فلا أتصور أو أنتظر بأن أحدا ما سيذهب فالحرية أساس الحياة..
فها نحن الآن بميزان ذي كفتين الأولى الدستور وهو الحاكم والثانية الحرية ليعيش الأطفال زمانهم لا زمن أبائهم..
إن أردت ألا تفقد السيطرة على أبنائك؛ فافتح قلبك وعقلك وتظاهر بأنك تسمعهم جيّدًا ولا تمسك ورقة أو كتابًا كتب عليه خطوات للتربية فأطفالك ليسوا امتحان مادة صعبة أو سهلة ولا تيأس فالتربية عملية مستمرة قابلة للحرث والغرس وليكن حبك هو الدافع الرسمي لطاعتك، وتقاعس عن دور الأب في الزمن القديم التي كلمته لا ثاني لها والأم التي ليس لديها سوى المطبخ والطعام والغرف المنمقة..
كن مرنا حنكًا فطنًا وراجع أساليبك التربوية أولا بأول واحذف وتراجع إن وجدت أنه غير جيد..
ارم ورقة المقارنات في أقرب سلة مهملات لديك ولا تقارن أبناء الزمن هذا بأبناء الزمن الماضي فأبناؤنا لا يحتاجون سوى العطف والحب وكلمات من الرحمة..
اصنع جسرًا طويلًا بينك وبين فلذة كبدك وافهم أيامهم واركض معهم..
أعطه المساحة الكافية ليعبر ويتكلم وناقشه وابن نفسه بيدك واصنعه على عينك كي لا يتلفت ويذهب لغيرك.
أبرز له المبادئ وغض الطرف عن كلام الناس فقل حرام وحلال لا عيب..
انصح ثم اصدر الحكم وضع بديلًا فورًا فلا تقل: لا تكتب على الحائط بل قل: مكان الكتابة على الورقة واحضر الورقة ولا تنس أن تثني على رسمة الحائط..
كلّله بعبارات الحب والدعاء واصمت عمّا لا تحب أن تراه وتوقع منه الأفضل دومًا..
كن وسطيا لا تكن صديقًا لابنك فالصديق لا يصدر الأحكام بل كن أبًا أو أمًا ودود..
اجمع كل النقاط واعرف متى ستفقد السيطرة على ابنك؟
“إن لحظة اتخاذك قرار بإنجاب طفل هي لحظة حاسمة ومهمة؛ لأنك قررت حينها بأن يغادر قلبك مكانه ويمشي على قدمين.” إليزابيث ستون
فرفقًا بقلبك الماشي..