شمعة الأحزان .. أيام تمر وتمضي بسرعة، سنوات تدخل علينا دون سابق إنذار، سائلاً نفسي لما أجدادنا يقولون لنا دائما أن وقتهم كان فيه البركة؟
فيا تُرى أين يكمن الاختلاف بين زمننا وزمنهم؟
بالتأكيد لا يخفي على أحد الاختلافات التي نعيشها في زمن التكنولوجيا والانترنت التي استعمرت بأفكارها كل بيت وكل غرفة، بل أكثر من ذلك طغت علينا حتى في الطرقات..
قشور غربية لم نستطع استغلالها في مكانها المناسب.
في زمن مضى كانت لكل مناسبة حلاوتها وسعادتها، وكانت العائلات ملمومة كأسنان المشط يتجاذبون أطراف الحديث والحكايات على ضوء الشمع..
كانت الطفولة مليئة بروح الأخوة والبراءة حتى في ألعابهم البسيطة كالغميظة ولعبة الأحجار..
وعند مسامع أذان المغرب، يدخل الجميع إلى البيت ليتقاسموا الحكايات مع أوليائهم وجيرانهم تحت سقف واحد.. حتى الأكل كان في إناء واحد..
شمعة الأحزان | فما علاقة الإنترنت بما يعيشه شباب الجيل الجديد؟
انطلاقاً من التغيير الذي يشهده الشباب العربي سواء كان التغيير مضموناً أو شكلاً، فكل هذا أصبح مرتبطاً بما يسمى الموضة التي خربت العادات والتقاليد، بل مست حتى القيم الدينية والأخلاقية..
فعُدنا غير قادرين على التفريق بين ألبسة النساء والرجال بل أسوء من هذا لم نعد نفرق بين قصات الشعر، من هذا أو هذه..
أصبح الكثيرون منا إن لم أقل الكل في المناسبات يحيون بعضهم برسالة نصية تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع، فالحضور أصبح على السكايب والماسنجر..
فيا أسفاه على جيل أصبح الانترنت شغلهم الشاغل، مما ترك المجال لأصحاب السلطة ليتفننوا في سرقة ونهب خيرات الوطن العربي أمام الملأ..
تشعر وكأنهم يُقدم لهم حبوب منومة، ولا أحد منهم يصرخ ويقول كفى…
وما إن تقترب الإنتخابات، حتى يكثر الحديث عن وعود ومشاريع لا أساس لها من الصحة، فهم ذئاب بصورة خرفان، وخوف الشعب على مستقبله الضائع يدفعه إلى عدم العودة إلى نقطة الصفر (الربيع العربي)..
الربيع العربي من سماه هذا الاسم؟
بل إنه الشتاء العربي، كيف لا وقد أمطرت فيه دماء شبابنا وروت أرض الوطن، ورغم ذلك لم تعد المياه إلى مجاريها ولم يحدث التغيير المأمول، بل زادت الطينة بلة..
معلقا كل أمالي وأحلامي على جدار المستقبل ومنيراً هذا الدرب بشمعة سميتها.. شمعة الأحزان..