سَلوا الأقصى
هل تهونُ القُدس يومًا
أو تلين؟
هل بقلبِ القيد تأسى؟
أو تُطأطىءُ رأسَها
للغاصبين؟
سَلوا التاريخَ يُخبركُم
برغمِ الزّيف،
مَن بالسّيف
قد أدمى صلاحَ الدين.
سلوا المِحراب والأعتابَ
والزيتونَ والياسمين.
هي رغم فُرقتنا
تلملم شعثَنا،
وتجمعُ ما تبقى
من رُفاتِ الراحلين.
هي صوتُنا المجروحُ
قسرًا.
يعلو على صوتِ الأنين.
هي قبلةُ الأشواقِ دومًا
هي لحنُ أشعارِ الحنين.
تسمو برغم جراحِها
وبرغم أوجاعِ السّنين.
كم كُبلَّت،
وتبسّمتْ للقيدِ حتى،
جاءها النّصر المُبين.
لا تبالي باللّيالي.
لا يُفارقها اليقين.
أسَفي على من فرّطوا
باعُوا الكرامة بالمَهانة
واشتروا بالدّر طين!
عارٌ على تلكَ الجِباه.
تعِست وتبّتْ كلَّ حين.
***
لن يطمسُوا الوجهَ الجميلَ
وإنْ بدا.
قبحُ الطُّغاة المارقين.
فملامحُ وجهكِ أعرفها
مُذْ كنتُ جنين.
نُقشت بجدارِ فؤادي
وفؤادي المكلومُ أمين.
إنْ غابَ عنها لم يزلْ.
يرقُبُ بشوقٍ عودةً.
تروي حنايا المُتعبين.
تسري بقلب القلب.
تُطفىء شوقنا
تطوي جراح العائدين.
***
مازالَ في الأفقِ البعيدِ
شعاعُ نور
مهما يحاصركِ الطغاةُ
بألفِ سور.
فالشّمسُ في غدنا
ستشرق مثلما،
قد أشرقتْ من قبلُ في حطّين.
***
بدّدي وهمَ الطُّغاةِ وحرِّقيه،
واحضُني حلم الشّهيدِ
وطمأنيه.
أخبريهِ بأنّنا:
بالدربِ نمضي أخبريه.
لا عاشَ مَن رضيَ الهوانَ
أو انحنى كيّْ تنحنين.
***
يا من أراكِ بكلّ ساحٍ تحرسين
يا ابنة القدس العتيقة.
يا بسمةَ الصبحِ الحزين
كلُّ الطّغاةِ تراجعوا
ووقفتِ أنتِ تدافعين.
صدِأت بصائرهم فباتتْ
لا ترى النور المبين.
عِزًّا سقتكِ القدس فلتهنأ بكِ
وليحيا من في القدسِ
مرفوعي الجبين