هل النجاح معجزة؟ وهل يحتاج لمجهود كبير ووقت كثير؟
لو اعتمدنا المجهود وحجم الطاقة المبذولة مقياسا للنجاح، لصنفنا العمال في المناجم والمصانع كأكثر الناس نجاحا في العالم، بيد أن الواقع غير ذلك، فهم أكثر فئة تعاني الفقر والهشاشة بالمجتمعات.
أنجح الناس ليسوا من بذلوا مجهودا كبيرا أو قضوا وقتا طويلا في الدراسة والعمل، بل هم من استخدموا ذكاءهم وطاقاتهم الذهنية بشكل سليم، وكما ينبغي، وبعذ ذلك يصلون بفضل الله إلى ما لم ولن يصل إليه غيرهم ولو سهروا الليالي طالبين النجاح والتفوق..
يقول Abraham Linclon، لو أعطيتني ست ساعات لأقطع شجرة، فسأقضي الساعات الأربع الأولى بشحذ وسن الفأس. ذلك باعتباره أن الوسيلة إذا صارت جيدة وممتازة فلن يحول بينك وبين تحقيق الهدف شيء وستنجزه بوقت وجيز..
ومن لم يفكر بهذه الطريقة فقد يقضي الساعات الست وأكثر دون نتيجة ولا فائدة..
إذن فالنجاح لا يحتاج للكثير من الوقت والكثير من الجهد، بل يحتاج إلى خطة محكمة شخصية تنشئها بنفسك فتكون مناسبة لظروفك ومحيطك وقدراتك الشخصية.
وتذكر أن التخطيط يحتاج إلى حماس محدود، فلا تتحمس في البداية أكثر من اللازم وتوكل على الله، وسم هدفك وثق بالله وبنفسك، ثم قسمه إلى أجزاء متسلسلة ومجزءة، فتبدأ بداية بسيطة مع احتفاظك بالتوكل كأهم خطوة.
ويشمل التوكل الثقة بالله والثقة بالنفس وردع كل الأفكار السيئة والاحتمالات المحبطة.
اربط أهدافك بعاداتك اليومية، وتقتضي هذه الخطوة جعل خطوات النجاح التي وضعتها من عاداتك اليومية والدائمة، فما إن تعتاد عليها حتى تتمكن منها.
راقب دوما نجاحك وتأكد من تطور قدراتك ونتائجك فهذا سيزيدك دفعة ويسوقك للاستمرار في كل مرة.
حفز نفسك ومكنها من الشعور بالنشوة والتميز بأبسط الإنجازات وعودها على طلب المزيد وربِّها على الطموح.
اجعل لنفسك مكافأة وجائزة على كل إنجاز واحتفل بها وعش لحظات فخر واعتزاز.
بعدما ستتوغل في هذه الخطوات، قد تجد تعثرات وعقبات قد تكون بصورة أحداثٍ أو أفكارٍ أو حتى أناس محبطين وحاقدين. لكن لا تجعل أيا منها يوقفك واستمتع بتحدي هذه العوائق.
هكذا يكون النجاح محكوما بخطة مدروسة فلا يحتاج إلى جهد كبير ولا إلى معجزة ولا حتى لوقت طويل. رزقنا الله وإياكم النجاح والتوفيق لكل خير..