ما هي إلا مجموعة عثرات يعتبرها الإنسان نهاية الحياة، من منا لم تتقاذفه أمواج ورياح الحياة العاتية حتى يصل لبر الأمان للراحة والاطمئنان.
ولكن الوقت العصيب الذي يمر عليه في مواجهة تلك الأمواج، حيث يجد نفسه أمام خيار واحد يواجه أو يستسلم فإذا قرر المواجهة عليه أن يتحمل تبعات ذلك القرار أما إذا استسلم، فعليه أن لا يظن أنها النهاية، ولا يترك نفسه لآلام الحسرة وصرخات الندم تنهش ما بداخله.
فكان عليه من البداية أن يعلم قول الله تعالى”إن مع العسر يسرا” ولكن اليسر يأتي بعد العسر بالسعي والمضي في الطريق والمحاولة المستمرة حتى يصل..
ولكن هناك سؤال هام يجب أن نطرحه على أنفسنا ويجب أيضا أن نجد له إجابة حاسمة، لو كان طريق اليسر قريب، لكنه يخالف مبادئنا وديننا هل نمضي فيه أم لا؟ في رأي الأجابة تكون بالطبع، لا فهنا تكون ذروة الاختبار الذي يضعنا فيه الله، هو يبتلينا ليختبر مدى قوتنا وصبرنا على تحمل ذلك الابتلاء ليعوضنا بأحسن من كل هذا وأفضل منه بكثير ولكن بعد صبر جميل..
فهذه الحياة مليئة بالعثرات والخيبات وكذلك مليئة باليسر والسعادة والعوض الجميل بعد الصبر الجميل، فقد خلقنا الله وهو الذي يعلم طبيعتنا البشرية فنحن نقدر الشيء ونحافظ عليه إذا كان ثمنه غالي وأيضا نقدر الأشخاص الذين هم مثلنا ونحترمهم إذا كانوا ذو نفوذ أو مال أو سلطة فهي حقيقة وطبيعة بداخلنا تحركنا، وإذا تهرب منها البعض، ونقدر عوض الله وأقداره الجميلة إذا دفعنا ثمنها! ألا وهو الصبر الجميل.