الحياة تهدينا في أحيان كثيرة أوكسجيناَ يضخ فينا معاني الوفاء والإخلاص يعطينا أملاَ في الحياة، وأنها ليست بكل السوء المحيط بنا، أرواحا لم نعرفها لكن صارت منا وفينا وبها نمضي قدما، أرواحا وضعها الرحمان في طريقنا ليس صدفة فعنده سبحانه كل شيء بمقدار..
الصداقة أعظم وأنبل حتى من الحب، فهي تجمع بين المودة والصدق، فالأمان عكس الحب الذي تحاوطه مخاوف وتيه، فيه وجب أن تكون كاملا وتصلح الخطأ على حسب سعادتك للغير فتتقمص شخصية غيرك لإرضاء الحبيب.
الأصدقاء رحمة منزلة من عند الرحمان أرواحا نرتاح بوجودهم، بهم نطمئن، نحكي كل ما نخاف ونحذر، نروي أعماق أعماقنا، نبكي معهم، يشاركونا قرحنا قبل فرحنا، معهم نضحك كما نريد، تكون أنت على سجيتك بدون تكلف أو تصنع، أرواحا طاهرة معهم وبهم تهرب من الحياة وتعرجاتها، يعرفونك أكثر من نفسك، يرون جمال روحك في أخطائك في ثورتك على كل ما يحيط بك، يتجاوزن زلاتك التي هي فوق طاقتك، كل تفاصيلك، ذاك الكلام المبعثر الحاصل في حلقك، كلك أنت بتعقيداتك، بمكنوناتك، بمزاجك لك فاهمون محبون.
والغريب أننا لهم نرتاح أكثر من أقرب المقربين، هم من نجد وقت الجد وقت الضيق، هم من مسح دموعك، هم الكتف وقت انهيارك وقت نهايتك القريبة، فهذا الرباط الأخوي العميق من يربت علينا لنستمر، لنشفى من صدمات، من ألم، من قهر..
على مر الزمان وهبني الرحمان أخوات على مر فترات عمري، منذ كنت طفلة إلى وقتي الحالي وأنا طفلة كبيرة، تسترسل حديثها عرفتهن في الإعدادي لم أحبهن في بادئ الأمر، لكن سبحان الله لا محبة إلا بعد عداوة، صاروا أكثر من صديقات أصبحوا عالمي الصغير، كنا نحسد على صداقتنا ويضرب بها المثل، نضحك سويا نبكي ضحكا على مطبات الحياة نتشارك القليل والكثير، أجمل ما وقع في حياتي أني عرفتهن..
تمر الأيام وكل وطريقه التي أخذته من صارت أماَ، من حققت حلمها، ومن اشتغلت ما تريد، جرفتنا الأيام لكن لازلنا على العهد الأخوي، فأبهر بسرعة السنين بالأمس، كان همنا أن نحل تمرينا، واليوم صرنا للمسؤولية عنوان نلتقي وقت الاشتياق لم تغيرنا الحياة، نفس الضحك، نفس المبادئ، نفس الطباع، نفس حلاوة الروح.
فمريم لازالت تلك الفتاة الصارمة التي لا تخاف كلمة الحق الجادة معظم الوقت الحالمة العاشقة للأكل والأزياء الغامضة قليلا.
نهيلة تلك الصبية الباسمة المتفائلة المحبة للحياة المعدية بشحنات الإيجابية دائما مجنونة وجميلة.
فيروز الشابة اليانعة قدوتنا في الثبات والاتزان الواعظة الطيبة.
منال الداعية الرقيقة المتدينة صاحبة القلب الكبير الناصحة المحبة للخير.
مثال مبسط لكومة الرفيقات الرائعات، وبمرور الوقت واكتساح الحياة أكثر إلا ورقعة الصديقات تتسع أكثر فأكثر ولله الحمد.
الحياة تمررنا من اختبارات لكن دائما تنهزم وتبهر لأن الروح أنقى من أي اختبار ولأن العهد الذي جمعنا والمحبة التي بيننا من الرحمان.
أن يسخر الله لك كل طيب من الأرواح لهو أجمل رزق، أن ترتاح وتحكي أسرارك، مخاوفك، وتحديدا حضنا يشافي قلقك دعوة تهدأ حيرتك.