طبّوش.. وعيد الكذب في “خورفكّان”!

وقع خلافٌ كبير بين المواطن “طبّوش الآغا” وأخوته، ربّما كان السبب في ذلك تقاسم الميراث، ممّا دفعه للهروب بالمال، والهجرة إلى بلدٍ آخر، كان يريد أن يهاجر إلى دولٍ غير معروفة تماماً لدى العالم، كـ قرغيستان، نيكاراغوا، كمبوديا، جبل طارق، لكنَّ قبطان السفينة التي حملته قد أضاع الطريق، وكاد أن يفقدَ السيطرة على السفينة بسبب اضطراب البحر لولا قدوم خفر سواحل دولة غريبة تُدعى “خورفكّان” وإنقاذهم للسفينة وأهلها.

“من أنتم؟” صاح قائد خفر السواحل الخورفكّانية على القبطان وطبّوش وباقي الطاقم، أجابوا: نحن مواطنون لدولة عربية متوسطية هاجرنا من بلادنا نحو جبل طارق لكنَّ البحر قد أوصلنا إليكم، ألا تجيرونا؟ ردَّ عليهم: وصلتم وربّ الكعبة.

يا للمصادفة! فقد تزامن وصولهم للمدينة مع عيد الكذب الذي يحتفلُ به كل سكّان “خورفكّان”، طاقم السفينة بقي عند الشواطئ يصلح ما اضطرب من جسمها، وطبّوش والقبطان ذهبا إلى أحد الأسواق القريبة، وشاهدا زينة العيد العجيبة، وكل الناس ترقص وتغنّي عند الحانة.

استقبلهما الناس ورحّبوا بضيوفهم الجدد، ودعوهما لمشاركتهم في عيد الكذب الذي يحتفلون به، “شو رأيك كابتن؟” قال طبّوش للقبطان الذي وافق على الأمر، خرج صاحب الحانة ليختار خمسة رجال يتنافسون على كأس الكذب، صاحب أكذب كذبة سيفوز به ويفوز بمبلغ كبير، وقع الاختيار على كلِّ من “طبّوش- القبطان- نجّار المدينة- حدّادها ومندوبة عن حكومة خورفكّان” بدأ التشجيع وافتتحت المناظرة بـ النجّار.

(الحوار باللهجة السورية)..

النجّار: يا جماعة مبارح حلمت حلم عجيب، إنّو استوليت على كل خشب العالم، وصرت الراس الكبير بهالمصلحة، ووقت فقت تحقق منامي، بنيت القصور، وتزوجت الأميرة اللي كانت ناطرتني طول هالعمر، وصرت من بكاوات العالم وأصلاً أنا مالي مضطر إجي وعيّد معكن بس بتضلوا أولاد بلدي وما بطلع من توبي.

ردّ عليه صاحب الحانة والناس: كل سنة بتقول نفس الكذبة، هات لك شي كذبة جديدة، العمى بقلبك!

الحدّاد أيضاً قال لهم نفس كذبة الأعوام السابقة وشتموه مثلما فعلوا مع النجار، فجاء دور مندوبة الحكومة الحسناء وذات الإمكانيات البارزة.

المندوبة: ما رح قول أنو الأسعار نزّلناها لأن هي صارت واقعية مو كذبة، فيني أكذب عليكن ألف كذبة، بس رح اختصرن بكذبة وحدة.

“وشو هي؟” صاح الجمع.

المندوبة: هالسنة الحكومة رح تعطي كل مواطني خورفكّان منح مالية ضخمة، لكل عيلة 5000 دولار خورفكّاني.
“الكاس للحكومة، الكاس للحكومة”.. صرخ الجميع قبل أن يأتي دورُ طبّوش والقبطان، دار حديث بين الرجلين على انفراد، واتّفقا على أن يغلبا تلك الحسناء، كيف؟ بالتحدّث بلسان حكومتهما، قبل صاحب الحانة أن يتحدّثا بلسان حكومتهما.

طبّوش: شو بدي عدّلكن لعدّلكن، أنا بحب أخواتي كتير.

ردَّ الجميع: شو بدنا بأخواتك؟ خلينا بحكومتك.

تابع طبّوش: سمعانين يا أمة الله بالحكومة الإلكترونية؟ صعي أنتو بالعادية مالكن سمعانين لحتى تسمعوا بالإلكترونية المهم هالسنة رح يصير عنا حكومة إلكترونية وكل أمورك يا هالمواطن بتمشّيها بكبسة زر.

ساد الهدوء في المكان وفجأة صرخ الناس: طجج!

أمّا القبطان فقد قال: والله بعد ما قال طبّوش هالكذبة ما في داعي لأكذب عليكن أكتر، ما في كذبة بقوتها، حكَّ رأسه ثم تابع: لقيتها لقيتها، راتب الموظف عنّا بيكفيه لشهرين وعشرة أيام، بعمركن شفتوا هيك راتب بيضاين كل هالفترة.

ساد الهدوء في المكان وفجأة صرخ الناس: طجج!

أخذ طبّوش والقبطان كأس الكذب وفازا بالجائزة المالية الكبيرة وعادا إلى الشواطئ عند رجال السفينة لكي يكملا طريقهما نحو جبل طارق، وراح الجميع يغنّي:

إلهي يحرسها من العين ويديم علينا الحكومة.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version