قراءة في كتاب “نحو فكرٍ مُغاير” لـ عبد الكبير الخطيبي

عبد الكبير الخطيبي روائي مغربي وعالم اجتماع، وأخصائي بـ الأدب المغاربي.

ولد الخطيبي بمدينة الجديدة المغربية سنة 1938، وتوفي في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين 16 مارس 2009 في أحد المستشفيات بالرباط، عن عمر يناهز 71 عاما، بعد معاناة مع المرض.


إنَّ روعةَ البيان وسحر الكلام، ليعجزان عن التَّعبير في هذا المجال؛ فقد تحدَّثَ الكَثيرونَ عنه، وطوَّقتهُ الأقلام أكثر من مرة.

وما أنا إلَّا قطرةٌ في بحرٍ أحاولُ أنْ أستعيرَ بلاغةَ القولِ، وسحرَ الأداء، وروعةَ البيان، لأُعَبَّرِ عن كلِّ ما يجولُ في صدري، وتنطقُ به مشاعري.

وإنَّه ليسعدني أنْ أجولَ بفكري وعقلي متحدَّثاً في هذا الموضوع الشَّيق الذي يحمل في طيَّاتِهِ أشياءً كثيرة، إذ يُعتبر عبد الكبير الخطيبي (1938- 2009) قامةً فكرية بامتياز، ولكنَّه قد تَعرَّضَ لطمرٍ شديد، لأنَّ الفكر العربي غير قادرٍ على استيعابِ فِكْرِ عبد الكبير الخطيبي

إنَّ الحديث عن الخطيبي يستوجبُ عليك الحديث عن كتابه نحو فكرٍ مُغاير الذي أصدرته مجلة الدوحة وترجمهُ الدكتور عبد السلام بنعبد العالي.

هذا الكتاب ينقسمُ إلى قسمين:

1. عبد الكريم الخطيبي | المغرب أفقًا للفكر

في هذا القسم وجَّه عبد الكبير الخطيبي نقداً للمفكر عبد الله العروي.

واعتبر الخطيبي أنَّ أيديولوجية العروي أيديولوجية منهارةٌ أصلاً، وكانت مهمَّةُ الخطيبي في هذا القسم هو مجاوزة الميتافيزيقا عن طريق خلحلة وزعزعة التراث العربي بصفةٍ عامة، والفكر المغربي بالخصوص.

فالفكر المغربي في نظر الخطيبي هو فكرٌ متجاوز، إذ صبح العرب عبيداً للغرب بكلِّ ما تحملُ الكلمة من معنى ودلالة.

فالخطيبي يؤكدُ على الانطلاق من الواقع ومن الحاضر وليس بالرجوعِ إلى تلك المراحل التي مرَّ منها الغرب لكي نصلَ إلى ذلك التقدم الذي وصل إليه الغرب مخالفا بذلك لدعوة العروي.

2. عبد الكبير الخطيبي | الصهيونية واليسار الغربي

في هذا الفصل تطرَّق الأستاذ والدكتور عبد الكبير الخطيبي وبإسهاب لإشكالية تسرُّب الصهيونية ودخولها في حالة عيش مع جميع المجتمعات كجرثومة.

كما سلَّط الضوء على إبادة هتلر لليهود وكيف أثر ذلك عليهم.

كما وضَّح الأسباب التاريخية والسياسية التي أدَّت إلى استيطان إسرائيل لأراضي فلسطين، وأدرج رأي سارتر في هذه القضية، ورأي ماركس بصفته مناهض لليهودية.

إن الخطيبي في آخر هذا القسم عبَّر بأسفٍ شديد على أنَّ فرويد اليهودي وبنزعته اليهودية أخطأ في تحليل عقدة أوديب ونسيَّ عقدة إبراهيم عليه السلام.

وفي الأخير ختم الخطيبي كتابهُ بقصيدة تحت عنوان “أنشودة إلى إبراهيم”.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي يوث.

Exit mobile version