مبدأ الأرجوحة | علم النفس كوجهة نظر عند “ريبوت”
Théodule-Armand Ribot ثيودول أرماند ريبوت
(18 ديسمبر 1839 – 9 ديسمبر 1916)
عالم نفسي فرنسي، فيلسوف، أستاذ سابق بكلية فرنسا. ولد في غينغان في شمال فرنسا.
يُعرف ثيودول أرماند ريبوت باسم مؤسس علم النفس في فرنسا.
أطلق ريبوت اسمه على قانون ريبوت فيما يتعلق بفقدان الذاكرة الرجعي.
أهمية علم النفس عند جيل الحرف “زاي” كبيرة، حيث يُقام السلام كما تشتعل الحروب خلال فترة هذا الجيل بالتحديد على نطاق المعلومات، تلك التي هي في أصولها وأفرعها لا تتعدى كونها أفكارا، تخاطِب مجال الروح المتعلقة بالجسم، تلك التي تسمى بـ: النفس، كما ورد عند فيلسوف المسلمين ابن رشد.
يقول في هذا الشأن العالِم النفساني ثيودول أرماند ريبوت محاولا ضبط مصطلح عالِم النفس: “العالِم النفساني التجريبي – عالِم طبيعي – من صنف خاص، مهمته هي أن يفهم وأن يشرح ظواهر الحياة لما فيها مِن دقة، وتعقيد وسمو” (مِن مقدمة كتاب علم النفس، الجزء الأول، طبعة باريس، 1923).
علم النفس حسب ريبوت و ابن رشد
حسب هذا النفساني الفرنسي، وحسب ابن رشد فيلسوف المسلمين، فإنّ المهمة المقدسة الخاصة بعالِم النفس، هي تفكيك الظواهر النفسية أولا، فهمها، تشخيصها بعمق عبر المناهج المختلفة والأدوات المتاحة، بعدها الوصول إلى نتائج بسيطة، يُمكن شرحها للجميع بدقة، حيث لا فرق عنده بين المواضيع المعقدة ولا السامية والمتعالية، كما لا فرق في نظره بين الدقة والضرورة.
وبما أنّنا نعيش عصر جيل الحرف زاي، فإنّ عالِم النفس قد أضيف لدوره التقليدي المامه بما جاء به العصر الكلاسيكي الأوربي، بحيث يُعتبر هذه العصر بالتحديد قياسا لراهننا القاعدة الخلفية لكافة ما نعيشه حاليا ومستقبلا، وأهمُّ المفاتيح لهذا العصر الكلاسيكي هو اللسان، بحيث لا يمكن أن أتصوَّر لمجرد الخيال فقط، عالِم نفس معاصر في أيَّة بقعة من بقاع العالَم، لا يجيد أحد الألسن ذات المنابع اللاتينية كحد أدنى.
وإن ما حاولتُ إسقاط كلَّ ما تقدّم على الواقع الجزائري الذي يهيمن على الفرد الجزائري، فإنّ عالِم النفس في الجزائر – إن صحَّ القول – ليس متصلا أبدا، لا مِن قريب ولا مِن بعيد بالدور الفعلي لهذا المجال، الذي بدأ كفلسفة وتحوَّل إلى جزء أساسي مِن العلوم التجريبية الحيوية الدقيقة؛ بمبدأ: عالِم النفس الجزائري يحتاج إلى عالِم نفس أجنبي متخصص حتى يخلصه مِن الأوهام التي تطبع حياته.
إذ المحرِّك الأساسي لهذه الأوهام والعوائق النفسية الغريزية التي تكبله هو: الثقة بذكائه، الذي لا يراه سواه، معتبرا ذاته أكثر تعالي على غيره، وكأنَّ البشر مِن حوله ما هُم سوى عينات يتوجب العبث بها، بدل دراستها، وهذا أهمُّ ما يقع فيه، بحيث تدفع به هذه الفكرة بالذات إلى احتقار الآخرين، وتسفيههم، وهي كخطوة كافية للغاية لتدمير مشروع بحثه كلِّه – طبعا إن كان له مشروع بحث أصلا – جاعلا من ذاته تتخذ موقع التحدي لكل المحيطين به بدل اتخاذها موقع الحكمة..
علم النفس في الجزائر
لا يوجد على الأرض الجزائرية أيَّ عالِم نفس في زمننا المعاصر بالمعنى العميق للكلمة، لكنَّنا نصادف الكثير من الذين يدَّعون الانتساب إلى هذا العلم الشريف والمقدَّس زورا وبهتانا، بينما في العمق، ما هُم سوى جهلة مغرورين، لم يعترفوا بعد بجهلهم أمام المرآة.
في عالَم لا يخلو أيَّ فريق بحث عالمي مِن عالِم نفس على الأقل، تتواجه فيه الأمم عبر مباريات علمية شديدة الاحتدام، لا يعي الكثير من الجزائريين أهمية عالِم النفس في الحياة، فتجد الجزائري إمّا يحاول الارتماء بين أحضان الخرافات لتعويض هذا النقص كمحاولة منه لسد هذا الفرغ، أو الانخراط في دوامة من العشوائية الفوضوية متبعا كلَّ ما يصادفه في يومياته، ليصبح عربيدا كلما مرَّ بحانة، وورعا تقيا عندما يمر بالمسجد أو إحدى دور العبادة، وقد يصبح طبيبا يفتي في أمور الجراثيم والأمراض إن سمحت له الظروف بذلك: ما أحوج الفرد الجزائري إلى علماء نفس، ما أحوج الجزائر إلى هؤلاء.
تعليق واحد