عندما تظلمكَ الحياة وتقسو عليكَ من كلّ جوانبها؛ عندما تطعنكَ بسكاكينها الموجعة، أينما حللتْ لا تجدُ إلاّ القهر والاستغلال والبؤس، عندما يأكلُ القويُّ الضعيف، عندما تعيشُ حياةً سُلطويةً لا حقَّ لكَ فيها سوى الألم والمعاناة والتحقير والتوهان، عندما تواجِه في حياتكَ الكثير من العَقَبات القاسية التي تصدُّك وتُفقِدك الأمل فتنتابكَ الخيبةُ والبؤس.
عندما تمرُّ عليكَ أيامٌ كالشّاحنة على روحكَ الطاهرة لا يعلم قساوتها إلاّ الله، عندما يتخلّى عنك الجميع وتجدُ نفسكَ وحيدًا في عالمٍ أنانيٍّ مليءٍ بالنُّسَخ.
كلُّ هذه الأحاسيس ستجعلكَ تتحول من شخصٍ عاديّ، بسيطٍ ،جبانٍ، مكسورٍ ومُحطّم ،إلى شخصٍ قويٍّ، واثقٍ من نفسٍه، ذو عزيمةٍ قويةٍ وإصرارٍ على تحقيقِ ذاته والنّهوض بها، رغم أنفِ كلّ مَن يقف عقبةً في طريقه، فالحياة مليئةٌ بالحجارة فلا تتعثرْ بها، بل اجمعها وابنِ بها سُلّمًا تصعدُ به نحو النّجاح.
ستصبحُ إنسانًا طَموحًا، وذو إرادةٍ قوية، قادرًا على الوصولِ إلى ما تريدُه حتى لو اجتمعَ المجتمعُ بأسرهِ، بفساده وقهره، ونفاقه وسلطته المتحكمة في مسلسلاتِ أيامنا، ستقوى بالتأكيد وستغيّر مصيرك بيدك، باعتبار أنّ الحياة والزمان يغيّرانِ فينا مالا تغيّره أنفسُنا، شئنا أم أبينا.
لن تنتظرَ مساعدة أحد، فوحدكَ قادرٌ على تحقيقِ مُبتغاك، والوصول إليه بكلّ روحٍ تفاؤلية، فالتفاؤلُ هو سرُّ كلّ نجاح. وحدكَ قادرٌ على تغيير نظرةِ الناس الدونيّة المستفزة، والقاتلة أحيانًا كيّ تصبح إنسانا ذو مبدأ، إنسانًا جديدًا يعيشُ حياةً كلّها اختلافٌ وتفاؤل، إنسانًا يعيشُ كلّ ما تُمليه عليه نفسُه، نفسُه التي تمنّتْ ولم تجدْ من يحقق، أرادتْ ولم تجدْ من يعطي، بكتْ بكلّ حرقة وألمٍ عن حالٍ، ما كانت لتتمناه، لكنّ كلّ هذا سيصبحُ في خبر كان ما دام صاحبُ القرار استيقظ وقال:
لن أبقى على هذا الحال، فأنا إنسانٌ مثلُ أيّ كائنٍ لي الحقُّ في المكان، سأبذلُ جهدي وأناضلُ من أجله حتى لو كانت نتيجتُه مفارقتي للحياة، سأقاتلُ وسأقفُ أمامَ كلّ مَن وضع في نفسي روحَ الهزيمة، وسأخبرهُ أنّني سأحقّق ما أريد، وسأصلُ إلى قمة القِمم ففي القاع ازدحامٌ شديد، سأفرحُ حينها و أنسى كلّ غيمةِ تعب، فأنا أستطيع، فعلا أستطيع.