في بلاد الديمقراطية حق الأستاذ والطالب يذهب في مهب الريح وكلاهما يهان، أما مزامير الشيطان فتكرم ويقام لها أعز تكريم واحتفال..
كاد المعلم أن يكون رسولا صحيح.. لكن ليس في الجزائر، فهنا العكس صحيح ٳن أردت التعرض للإهانة كن معلما أو أستاذاَ.. أما التلميذ فلا حول له ولا قوة يتخبط بين وزارة تهين من درس أصحابها وبين أستاذ ذنبه الوحيد أنه طالب بحق سلب منه عنوة فأصبح يعاني تهميشا وظلما.
أسفاه على أستاذ كاد أن يكون رسولا.. هو اليوم في بلاد الديمقراطية لا يساوي شيئا مثله كالحائط والباب.
في أوروبا يتقاضى الأستاذ أعلى راتب ويكرم أحسن تكريم، ففي الغرب للأستاذ قيمة كبيرة فلو لاه لما كان الرئيس رئيسا ولا الوزير في منصبه كبيرا.. ولما عالج الطبيب مريضا..
عندهم من يعلمك حرفا هو شخص مقدس ويجب احترامه، إلا في بلدي تصر وزارة التربية أن تهمش من صنعوا أجيالا، كونك أستاذ معناه أن تضرب وتتعرض لوابل الشتائم والإهانات وإن تجرأت وطالبت بحقك فستتعرض لأكثر من ذلك.. مضحك أن تظن وزيرة التربية أن القطاع يخصها لوحدها وأن فصل المعلمين لايهم وأن القرص المضغوط يحل محل ٳنسان.. يامعالي الوزيرة نحن جزائريون أحرار ولسنا عبيد تحت ظل حكومة الانتداب لتستخدمي وسائل القمع مع من ربوا الأجيال.. والتلميذ ليس آلة حاسوب تتلقى المعلومات وتخزنها في فترة..
السبت كان يوم راحة وفي مساء الثلاثاء، حتى العطلة لم تسلم من تعديلاتك التي لا تسمن ولا تغني من جوع..
وأي برلمان تافه سمى نفسه لسان حال الشعب؟! وعندما قصده طلاب المدارس العليا باحتجاج مطالبين بحق مسلوب تعرضوا للضرب والرمي في وسط الطريق… لسْتُم سوى لسان حال يبحث عن مال يسد به رمق جشعه، ويصرخ المزيد المزيد..
ما حز في نفسي أن السياسة في بلدي غلبت على كل مجالاته فأصبح المظلوم ظالما والظالم مظلوما… الأستاذ صانع الأجيال يهان والطالب صاحب الحق يرمى ويضرب؟!
أسفاه على أستاذ كاد أن يكون رسولا.. هو اليوم في بلاد الديمقراطية لا يساوي شيئا مثله كالحائط والباب.