هي دائمًا تخافُ من تلكَ اللّحظات التي لا تعلمُ معناها.
فقط، هيَ تعرفُ أنّها يجبُ أنْ تخافَ من تلكَ اللّحظات.
مع أنّها أحيانًا لا تعِيها.
ولا تريدُ أنْ تَعيها.
هي لا تعلمُ أنّها يجبُ أنْ تبتعدَ عن كلّ لحظةٍ تُشعرها بأنّها ستضعف، أو ستكونُ ضعيفة.
ربّما هيَ في الأصلِ ضعيفة، وتجدُ أنّ لها الحق في أنْ تضعَ اللّومَ على اللّحظة.
هل حقًّا اللّحظة، هيَ التي تجعلكِ ضعيفة.
أنا لا أجزمُ بذلكَ، فهي تجدُ أنَّ الوقتَ سلاحٌ ذو حديّن، إمّا أن تقتله، وإمّا أنْ يقتلها.
لا أشعرُ بمرورِ الوقت.
فالوقتُ يمضي،
وتمضي معهُ مشاعرُها.
تكونُ في أغلبِ الأوقات ضعيفةً، خائفةً، مُضطربةً من شيءٍ ما.
وتكونُ في الأوقاتِ الأخرى،
قويةً، صلبةً، شديدة الثقةِ بنفسِها، تهدِم ولا تُهدَم.
تأخذُ ولا تعطي.
لكنْ أينَ تشعرينَ بذلكَ الضعفِ الذي تتحدثينَ عنه؟
إنّها تشعرُ بهِ أمامها.
عندما تشعرُ بوجوده،
صوته،
شَعره،
جسده،
عينيه،
شفتيْه،
صوت خطواتِ أقدامهِ.
قد سلبا منها كلَّ مكنوناتِ القوة لديها.
قد سلبا منها، ليسَ فقط كلّ مكنوناتِ القوة لديها.
بل سلبا منها كلّ مكنونات القوة في الدنيا كلّها.
إنّه مغناطيس.
لجذبِ القوة.
يعرّي الذي أمامه بجاذبيّته، ليس فقط الذي أمامه.
بل أمامَ نفسه أيضًا.
هيَ تشعرُ أنّها تصبحُ عاريةً أمامَ نفسِها.
نعم..
تتعرّى من كلّ شيء.
من قوتها.
من عنفوانها.
من كبريائها.
تصبحُ أسيرةً، ضعيفةً كالطفلة الشّريدة،
التي تتنظرُ منهُ هو فقط أنْ يغطّي ذلك العُريّ الذي فيها.
ماذا ستفعلين؟ وكيفَ يسيطرُ عليكِ هكذا؟
أهو حبيبك؟
لا، لا
أهو عشيقُك؟
أيضًا لا.
مَن أنتِ؟
عمّن تتحدث هي؟
هو ليسَ حبيبَها
ولا عشيقها.
هو نفسُها، بل وأكثر من ذلك، وذاك.