أنتِ أكبر من كلمة عشيقة؛ لأنك أنت العشق بأم عينيه وبحيثيات كل حرف يكون كلمة العشق.. أنت أكبر من حلم يراود فتى لا لشيء سوى لأنك أنثى بدور ميكانيكي في حياته لاحقا، أنت أكبر من هدف زواج وإنجاب مبكرين بدون تخطيط أو دون سابق تجربة حب خالدة لك ولأبنائك اللذين سينتظرون منك روايتها لهم لاحقا وستحرجين إن وجدت خاوية الوفاض، أنت أكبر من خرجات آخر الأسبوع دون سياق هادف، متعارف عليه قيميا، ومجتمعيا، أنت أكبر من غزل ليلي لا يعترف به بعد أصغر عتاب، أنت أكبر من وقت مهدور بين الفراغ ودون أدنى إفادات واستفادات، أنت أعظم بكثير من كل هذه التفاهات…
أنت أكثر من مجرد كلمة أنثى لأنك روح قبل أن تكوني جسدا، ولأنك وجدان قبل أن تكوني أعضاء، ولأنك كيان قبل أن تكوني أشلاء، ولأنك نكران ذات لذات تقاوم الزمن وتقف في وجه الأطلال لتعانق الصمود في قوة المواقف وحدتها بقوتك وضعفك وصبرك واستيائك..
أنت أكثر من مجرد إرضاء مجتمع يلصق لك نعت عانس عندما تتجاوزين العشرينيات، ومزوجة بفلان كذا وكذا حتى وإن فعلتها لسد أفواههم في السن نفسه أو بعده بعام أو ما يناهزه، أنت أكثر من مجرد إرضاء المجتمع عندما تتطلقين وتشار إليك الأصابع بالمطلقة في البيت، والشارع وفي كل الأماكن التي يعرفك فيها محيطك، أنت عظيمة أيضا حتى إن ترملت لأنه ليس اختيارك رغم أنه عيب مجتمع معيق صير منك إنسانا معيقا رغم أنه لا وجود لكلمة إعاقة على الإطلاق وإن وجدت سنمسي كلنا دون استثناء، كل بإعاقات متفاوتة..
أنت ببساطتك، بدون مساحيق تجميل تضعينها على وجهك، بدون طلاء أظافر، بدون ماركات الملابس التي ترتدينها ودون أثمنة باهضة تخول لك ذلك، أنت دون كعب عال، أو أكل يومي في مطعم فاخر أو عزوم على مأدبة، أنت دون عطر باهض ودون تصنعات ستبدين أجمل من اللواتي يفعلن هذا في أعين أحد سيحبك كما أنت ولأنك بمعايير باطنية، ترقى عن كل السطحيات والمظاهر..
لأنه ليس شرطا أن تبدين الأجمل على الإطلاق فقط كوني واعية بأن تقدير ذاتك يتجاوز هذا إلى تفكيرك ونظرتك لماهيات الأشياء، يتجاوز آخر صيحات الموضة إلى كم من كتاب سيكون حصيلة أسبوعك بعد أن تجدين له من سد ميزانيتك مخرجا بعسر ملحوظ نوعا ما، تقدير ذاتك حقا في أن تسعي لأن تكوني في أبهى حللك مرتدية جميع الألوان خاصة منها تلك التي تناسب كل فصل من السنة.
نعم يمكنك أن تفعلي هذا على غرار وسطية واعتدال بعد أن تروضي نفسك وتعوديها على ترغيب تارة وترهيب تارات أخرى..
أنت كما أنت عظيمة للحد الذي لا حد له..