لا أدري هل سؤالي في العنوان، ساذج أو غباء أو جنون لا اعتبار له؟
لا يهم ما دام هو تخيل ورأي لا يلزم إلا صاحبه، طبعا، لكني أتخيل كل تلك الأموال التي تتجول بين أيدي هؤلاء القوم في وطني وفي العالم الخارجي بشكل عام، فلو رصدنا فقط تلك القضايا التي سجلتها محاكمنا الجزائرية بشكل رسمي وأكيد..
والبداية من قضية الخليفة الذي اختلس وحول أموالا طائلة قدرت بأكثر من ملياري دولار أمريكي، أما أرقام مثل قضية تونيك لصناعة الورق وقضية عبد الرحمن عاشور وسونطراك 1 و2، وغيرها كثير.. ربما هذه الأشهر والتي كان فيها حجم الأموال كبير،..
ناهيك على أطنان المخدرات المختلفة التي وقفت عليها مختلف أجهزة الدولة الجزائرية في إطار مكافحتها لجريمة المتاجرة بالمخدرات التي باتت تهدد الاقتصاد الوطني والمجتمع الجزائري، ويكفي أن نقف عند الأرقام المهولة في هذا الباب المقدمة سنويا وحجم الأموال المرصودة لهذه التجارة المجرمة في كل أنحاء العالم لنعرف قيمة المال في هذا العالم.
نحن نتكلم على قيم مالية مقدرة بمليارات الدولارات، ولهذا كنت أفكر ماذا لو حاول أو فكر أو سعى هؤلاء الناس إلى استثمار عشر أرباحهم وثرواتهم بدل تحويلها إلى أرصدة مالية في بنوك خارج البلاد؟ لماذا على هؤلاء صرف أموال مواطنيهم في الخارج في شكل بذخ وتبذرير؟ وبعضهم يسرق ماله فلا يذوقه؟ قليلون تحجزه وتستولي عليه الدول في أطر المحارب؟ وفي النهاية يموت؟
البعض يرفض الفكرة لأن ما بني على باطل فهو باطل، البعض يتئك على موقف الشريعة الإسلامية القائل أن المال حرام ولا يجوز استثماره وإنشاء به مؤسسات تعيش منها الناس، وأنه يشجع على الحرام والكسب الحرام وغير المشروع، وهذا صواب، وسيتعبره آخرون تشجيع على الاستمرار في التجارة المحرمة دوليا وشرعنة لجريمة بما فيها جريمة تبييض الأموال.
لكن هناك حقيقة خطيرة تقول أن هناك دول كثيرة تقف إلى جانب هذه الجرائم فيما فضل البعض التعاون هناك التواطئ فيما الباقي اختار الصمت لأنه بشكل بآخر هناك مصالح متبادلة وعلاقات متشابكة تتجاوز إدراك ووعي ومعرفة الناس عموما، فتغيب الصورة كليا ويصبح الأمر غير مفهوم، إلى جانب حجم الأموال الرهيبة في عالم الجريمة المنظمة يجعل مواجهتها مواجهة عالمية تجر العالم إلى حرب كونية بسبب تضارب مصالح الجميع.
يبدو أنني بالغت كثيرا وتخريفي النظري وتخيلي المريض جعل مني أضحوكة رأي مجنون وغير سوي، سيجرني إلى مستشفى الأمراض العقلية أو إلى المحاكم لأنه منطق غير مقبول على أكثر من صعيد… في النهاية أنا أثرثر وفقط.
حجز قاعات افراح