لا شيء يُزعج المرء أكثر من القلق وسُرعة الخوف، هكذا أنا أعيش يوميا بين المُتناقضات بين قلقٍ وخوف. القلق من شيء مجهول لا ملموس وسؤالك الذي يُلازمك بعد أن تضع جسدك المُنهك هل أنا أمشي بخطوات صحيحة رغم يقينك أنها صحيحة؟.. إنه لمن المُفزع أن تُخاطر بالفكرة في الدخول بها إلى بركة وحلٍ وأنت تعي أنها ستتلطّخ هو التعريف الدقيق لخروجك بفكرة إلى المجتمع.
أن تقف في مناظرة أمام نفسك وأنت قد أردت مُسبقا أن تواجه ذاتك بعد أن استقلت منها لعدّة أسباب وتُخاطب ملكة العجز فيك، كأنك تخاطب عجوز بقيت في شعرها شعرة واحدة سوداء ما الذي ستعترف به أمام نفسك وقتها؟.. هل ستجبرُ نفسك أن تختار العجز وأنت ذرفت دمًا لتنهض بها من جديد؟.
إنها لمشكلة وتجعل المرء يسكت دائما لفرط الإعياء في التفكير، إذا أردت أن تُخبر أحدهم عن مخاضك هذا ستقلق من ردّة الفعل وأنت شخص طبيعي، خوفك الكبير من مستقبل مجهول وأنت تُصارع من أجله كأنك تُصارع كابوس هو ذاك المزيج الذي في داخلك مزيجُ الخوف.
عشرينية فشلت فتأزمت هي أنا، فقدت ثقتي بنفسي رغم أن في داخلي حماس لم يمت لكن أيضا هنالك مجزرة خلّفها الفشل ثم إني صقلتُ نفسي من جديد لكن ليس بنفس الهندسة الأولى والسؤال المطروح من جديد هل هذه الهندسة مناسبة لأخرج من وحل الفشل؟
لا نرضى بالحلول الوسطى أو الخضوع أو الرجوع إلى الوراء لكن ما طعم النجاح؟ وهل هو لذيذ دائم أو وقتي؟ هل هو ساحق وهادم للذات كالفشل؟.
مشروعي أن أكون يوما ما ما أريد هو متعبٌ لكنه مختلف، مختلف وأعي هذا الاختلاف وإني أرى هدفي من زاوية خاصة ومنحى أخر، وأرى وقوفي فوق نقطة معيّنة أحبها مختلف تماما.. لكن هل أقف تحديدا فوق مركزها؟.
ذاك الهدف الذي أحبّه كأنّه عشقي الوحيد والذي لا أعرف غيره، أمرضني ومع كل تقدّم في فعل شيء يقرّبنا من النجاح هو دواء.
النّجاح لصيق الإنسانية التي هي دينٌ نعبده لكن هل للهدف إنسانية؟.
أعي قطعا أن حامل الهدف يعيش ما أعيشه الآن بين لذة في النجاح وسعي وراء التحدي وبين ألم لاذع لو فشلت رغم كون النجاح يبدأ من نقطة الفشل.
لو كنت مختلفًا لك “حلم” ستبدأ رحلة الصعوبات التي تبدأ من غرفتك الصغيرة إلى أن تخرج للعالم، حتى الكائنات ستكون ضدّك يوما. نعم تسعى وتصيب وربما لا يحالفك الحظ لكن لا تيأس بل حارب بكل قوة وجهد، كأنك أمام جبل يجب عليك تحطيمه للعبور أو كأنك أمام بحر كلّه أسماك مفترسة وعليك أن تتحلى بالشجاعة والإرادة والذكاء أيضا لتمر سالما. ستضع أمام عينيك معقولة “نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت”.
لن تقبل التنازلات أو الخضوع، ستدخل دوامة العزلة الفكرية تصبح اجتماعي منعزل، سيقل نومك إلى أن تنسى معنى النوم وتملئ الغرفة روايات وعقلك يصبح أكثر وعي وتنسى الأشياء كأنها لم تكن. ستبحث عن الاختلاف دائما وتفتح عدسة عقلك نحو الفهم الصحيح.
سيأتي اليوم التي تصل إلى أحلامك وكأنك لم تتعب أو تمل وتقف فوق قمة جبل تصرخ بقوة إلى أن تسمع أنت نفسك صراخك وتقول “لم يكن الأمر سهلا لكن ها أنا أفعلها”. تبقى تردد كثيرا هذه الجملة إلى أن تبكي بشدة حد الانهيار وتعود لتصنع مجدا جديد.
نحن عبيد أحلامنا ونحيا من أجلها فهل تموت أحلامنا من أجلنا؟. أخبروني ما طعم النجاح إذا!.