اعتدت الصمت حتى اتخذته لغة لي واعتدت النظر دون النبس ببنت شفة. في الحياة دائما أكتفي بالنظر ثم الصمت، أفعل ما يحلو لي وأترك ما وجدت به خللا ما، لسنوات وأنا أراقب الناس من بعيد لا أقترب كي لا أكسر أحدا أو يكسرني أحد ثم أتيت وتعثرت بي علمت أنك تعيش وسط عتمة وسواد أمسكت يدك نحو النور والحياة لكني في كل مرة كانت تخونني لغتي مرارا وتكرارا فقد تحدثت الصمت لسنوات عدة وصعب علي تعلم لغة جديدة ومع ذلك حاولت وفشلت.
إني أجيد التحاور بالأعين وأنت تضع نظارات سوداء، كنت أنا سيدة الصمت وكنت أنت سيد الكلام لذا كنت بكماء لأجيبك وكنت أعمى لتراني ورغم ذلك اختارك قلبي وتربعت على عرشه فتجبرت واستقويت علي، أثرت غضبي فأسقطتك.
كلانا يحن للآخر لكن كلانا يخشى الآخر؛ أَحُبٌ هذا أم معركة؟
اليوم وقد استرجعت صوتي في لحظة ضعف أو هي لحظة اشتياق أو ربما هي لحظة جرأة لا أعلم، دعني أخاطبك بلغتك قبل أن يخونني صوتي وأعود لقوقعة صمتي مرة أخرى؛ إني أنثى عاشقة للحياة وعاشقة لروحها لها أسلوبها الخاص، أعلم أن نظرتنا للحياة مختلفة فأنت تعتمد على آراء الناس وتؤمن بما يؤمنون به رغم أنك تهوى المغامرة إلا أنك تخشى التغيير لذا تسير على خطى من هم قبلك..
دعني أخبرك أن نظرتك محدودة وتفكيرك هو الآخر محدود لا يتعدى التفكير التقليدي المعتاد، وأنا أعتمد على نظرتي للأشياء، أكره السواد النمطية والمعتاد وأعشق الحياة التغيير والتميز، لي أحلام عدة سأركض خلفها مهما حييت سواء حققتها أم لا، سأستمتع بحياتي وسأعيش في كل مرة تجربة جديدة دون خوف أو تردد سأكون أنا لا غيري حتى وإن صرت شخصية يستبعدها المجتمع.
نعم أعشقك لكن دون شروط ودون قيود أعشقك كما أنت تقبلت اختلافك عني حين لم تفعل أنت، أثارك اختلافي وأعجبت بتميزي لكنك لم تتقبلني كما أنا وضعت لي مسارا لأسلكه ولن أفعل لقد فاضلت بين حبي لك وتغيري من أجلك وإني أقول لك حبي لك ليس له صلة بالتغيير من أجلك كما أن حبي لك لن يمنعني من أن أقول رأيي ولن يفقدني حريتي ولن يسلبني أحلامي..
تقبلتني أم لا فأنا أحبك وسأظل لكن أعذرني لن أصبح تلك الأنثى التي تريد ولن أصبح أي أنثى أخرى غير نفسي حبك هذا لم يضعفني بل زادني قوة وتشبثا بأفكاري ولم يغير من نظرتي للحياة فقد عشقت نفسي قبلك ولن تنسيني عشقي الأول وسنظل دائما عاشقة بكماء وحبيب أعمى راجية أن تبصر يوما ما.
فسلام عليك يا غالي.