أخالجني وكم هذا النص الموسيقي..
التالثة ﻟﻴﻼ!..
ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈﺎ ﺣﺘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﺑﺨﻴﺮ.. ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﺘﻚ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎ.. ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ.. ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻧﻚ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ.. ﺃﻧﻚ ﺗﺘﺄﻟﻢ.. ﺃﻧﻚ ﺗﺘﺠﺮﻉ ﻋﻠﻘﻤﺎ ﺃﺯﺍﺡ ﻛﻞ ﻣﺬﺍﻕ ﺣﻠﻮ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ.. ﺃﻥ ﻳﻬﺠﺮﻙ ﺍﻟﻨﻮﻡ.. هذا ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﺼﻴﺒﺔ.. ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺳﺘﺒﺮﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﺸﻖ ﺍﻟﺴﻬﺮ، ﺳﺘﺒﺮﺭﻩ ﺑﺄﻧﻚ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ، ﺗﺤﺐ ﺍﻟﺼﻤﺖ.. ﺗﺤﺐ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮﻙ ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ.. ﺳﺘﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﻱ ﻣﺒﺮﺭ ﻟﺘﻈﻬﺮ ﻟﻠﻌﻠﻦ ﺃﻧﻚ ﺑﺨﻴﺮ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ..
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ.. ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻳﺸﻤﻞ ﺣﺮﻛﺘﻚ ﻓﻘﻂ.. ﻧﻌﻢ ﺃﻧﺖ ﻫﺎﺩﺉ ﻻ ﺗﺘﺤﺮﻙ.. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻮﺿﻰ ﻭﺿﺠﻴﺞ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﻋﻤﺎﻗﻚ.. ﺗﻔﻜﻴﺮﻙ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺰﻣﻨﻴﻦ ﻻ ﺛﺎﻟﺚ ﻟﻬﻤﺎ.. ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﻼﻝ ﻣﺎﺿﻴﻚ ﺃﻭ ﺗتيه ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻚ، ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻣﺤﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺮﺍﺏ ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﺑﺪﺍ..
ﺩﺍﺧﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻚ ﻭﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻚ، ﺗﺮﺳﻢ ﺃﺣﻼﻣﻚ ﻭﺗﻀﻊ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻚ، ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻷﻧﻚ ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﺩﺭﺑﺎ ﻟﺘﺴﻠﻜﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ.. ﺗﻐﻤﺮﻙ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ، ﻓﻘﻂ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ..
ﺳﺘﺴﻤﻊ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ ﺯﻗﺰﻗﺔ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ، ﺳﻴﻌﺎنقك ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺃﺧﻴﺮﺍ.. ﺳﺘﻨﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻟﺘﺴﺘﻴﻘﻆ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻊ ﺿﺠﻴﺞ ﺳﻴﻨﺴﻴﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺭﺳﻤﺘﻪ ﺑﺎﻷﻣﺲ، ﻭﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻫﺪﻭﺀ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻟﺘﺮﺳﻢ ﺃﺣﻼﻣﻚ ﻭﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻚ، ﻭﺳﺘﻔﺸﻞ ﻣﺠﺪﺩﺍ، ﺳﻴﻼﺯﻣﻚ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﺩﺍﺧﻞ ﺿﺠﻴﺞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻷﻥ ﻫﺪﻭﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﺎﺗﻞ!..
نعم قد أبدو لكم أني أمر بحزن شديد؛ لكن الحزن لن يكون أبدا كهفا أعتكف فيه، بل جسرا أعبره إلى ما سواه.. إلى ما هو أفضل منه، وإن كنتم قد رأيتموني محطما وبائسا في لحظات ما، فلم يعن ذلك أبدا أن البحر الذي في داخلي قد هدأ واستكان إلى السواد، أو أن الريح الضبابية التي تعوي في داخلي قد صمتت..
إن الحزن ليس نقيضا للحياة.. بل هو جزء منها.. وهل بإمكاننا أن نفرح دون أن يكون عندنا استعداد للبكاء؟ أو هل يفرحنا انتشار شذى الأزهار ولا يحزننا جفاف النهر؟