مدوناتمدونات أدبية

نهاية أمل

استيقظَ هذا الصباح ولكن ليس كما يستيقظ الكثيرون من الناس.. أو كما كان يستيقظ قبل عدة أشهر.. يوم كان يذهب إلى مكان عمله ليؤمن لقمة العيش..

يومها نزلت قذيفة غادرة، شعر بدوار شديد ولم يعد يرى شيء سوى خيالات لأشخاص كانوا يقولون: “سليمة إن شاء الله سليمة إن شاء الله”.. وقد ظنوا أنه بخير بسبب عدم وجود نزف في جسمه..

استعاد وعيه وهو في المشفى محاطا بالأطباء والممرضين.. قال له الطبيب حرك يدك اليمنى امتثل للطبيب ولكن ما هذا ما الذي يحدث يده لا تستجيب له حتى قدماه ويده الأخرى.. ما الذي يجري؟..

حوقل الطبيب واسترجع وكتب في تقريره إلى طبيب الجراحة العصبية؛ “شظية صغيرة في النخاع الشوكي من جهة الرقبة أدت إلى شلل رباعي دائم”..

فرحت أمه بشدة عندما علمت بنجاته من الموت وأنه لم يستشهد كما إخوته الثلاثة ولكن دموع الفرحة تحولت إلى دموع الخيبة عندما علمت بشلله الدائم..

أصدقاؤه وأقرباؤه آثروا أن يخبروه بوضعه الدائم لأنهم يعرفون مقدار صبره وإيمانه.. أما هو فلم يشعر بالأسف..

كانت معنوياته عالية وكان يشعر بحتمية شفائه وعلاجه رغم كل شيء، ورغم عودته لاستعمال الحفاضات وحاجته للأخرين في كل شيء..

في هذا الصباح استيقظ مسرورا وسعيدا لقد رأى في المنام أنه يمشي ويتحرك لا بل ويطير.. استبشر وذهب إلى مركز تأهيل المعاقين الذي يذهب إليه يوميا ولا يعود إلا قبل المغرب.. حيث يلتقي بزملائه وأقرانه المصابين بالشلل والبتور والإعاقات المختلفة التي سببتها بلايا الحرب وكوارثها..

في هذا اليوم خضع لجلسة المعالجة الفيزيائية والدورات التدريبية والجلسات التحفيزية.. لقد كانت كلماته المتفائلة وابتسامته العذبة منبع أمل وبلسم جراح لرفاقه..

في ذلك اليوم جلسوا بعد صلاة العصر يتجاذبون أطراف الحديث، تحدثوا عن الطائرة وغيابها اللافت منذ شهرين
وكم خفف غيابها من ألام وخوف ومعاناة..

هو كان له وجهة نظر مختلفة: هذه الطائرة خرجت بأمر الله ولو لم يرد الله لها أن تخرج ما خرجت، كم وكم من الناس يذكرون الله عند يسمعون صوت الطائرة ولم ينهي كلامه حتى سمعوا الصوت..

ماذا الطائرة!.. نعم إنه صوتها لقد انقضت عليهم وهرب المحيطون بهم وانبطحوا بحثا عن ملجأ..

أما هو وثلاثة من زملائه المعاقين فلم يستطيعوا التحرك ولم يسمع إلا صوت انقضاض الطائرة تلاه صوت نزول الصاروخ..

يومها أحس بدوار وطنين وتشويش وغمام ولكن ما الذي حدث إنه يمشي لا بل ويطير بجناحين، كان محاطا هذه المرة بالملائكة بدل الأطباء.. ولم يعد مقيدا بزمان أو بمكان..

مستبشرا بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. أما الناس فقد جلسوا يندبون المأساة ليضيفوها إلى سفر المآسي الذي يأبا أن ينتهي..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

أظهر المزيد

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
marsbahisEscortSaatlik escortManisa escortGümüşhane escortfethiye escortzlotcasibombets10bettilt girişcasibom girişslot siteleribetmatikdeneme bonusubonus veren sitelerjojobetfethiye escortfethiye escortbbets10deneme bonusu veren sitelerdeneme bonusu veren sitelerhholiganbetdeneme bonusuonwinparabetdeneme bonusu veren sitelermarsbahis giriştaraftarium24fethiye escortfethiye escort
Etimesgut evden eve nakliyatankara ofis taşımacılığıEtimesgut evden eve nakliyattuzla evden eve nakliyatçankaya evden eve nakliyatmersin evden eve nakliyatçekici ankaraAntalya Çitseo çalışmasıtuzla evden eve nakliyatmaldives online casinoankara evden eve nakliyatoto çekiciEtimesgut evden eve nakliyatEtimesgut evden eve nakliyatEtimesgut evden eve nakliyattuzla asansörlü nakliyatpolatlı evden eve nakliyatMedyumniğde evden eve nakliyatyenimahalle evden eve nakliyateskişehir uydu servisigoogle adspubg mobile ucankara evden eve nakliyattuzla nakliyatüsküdar evden eve nakliyatMapsodunpazarı emlakAntika alanlarAntika alanlarAntika alanlareskişehir web sitesikocaeli evden eve nakliyatAntika mobilya alanlarantika eşya alan yerlerantika eşya satmakseo fiyatlarıMetafizikMedyumbmw repair edmontonAntika alanlarAntika alanlarAntika alanlarAntika alanlarAntika Eşya alanlarAntika Eşya alanlarantikaİzmir Medyumweb sitesi yapımıteknede eğlencereplika saatreplika saatreplika saatkumar siteleriAntika mobilya alanlarAntika mobilya alanlardijital danışmanlıkcin musallatımarsbahis girişmarsbahis girişmarsbahis girişmarsbahis girişcasibom giriş twitter