أردنا الخروج عن المألوف، وعملا بنصائح السابقين الذين كانوا يبحثون عن الحكمة عند المجانين ويستنطقونها على لسان الحيوانات ويستنبطونها من الدلائل الكونية، اخترنا الدجاجة وكان هذا في يوم لا بيض فيه، والديك غائب عن دجاجاته وصيصانه، استغلينا نرفزتها الواضحة من طريقة جمع فطور صيصانها وهي تتذمر لاعنة الديكة المتعجرفين..
اقتربنا منها بلطف حذرا من كلمات حادة من منقارها وكان الحوار النالي: مرحبا أيتها السيدة الفاضلة بعد وكوكة بنبرة النرفزة المقيدة؛ ردت مرحبا بكم هل من خدمة؟
أجبنا بحذر: نعتذر على الإزعاج، لكن نحن بصدد إجراء تحقيق عن سياسة التغيير وبحكم خبرتك أردنا أن نسألك عن رأيك؟
الدجاجة بعد حك منقارها ووكوكة ظريفة؛ نعم هي ببساطة نتف للريش وتعرية عيوبي أمام مثيلاتي، تهجير للصيصاني الضعيفة التي ألفت خنها، لتسكن العراء أو تغرق في البرك، فتكتفون ببعض التنديدات على الفيسبوك، الذي عوض السلاح والرماح، لتتركونني أستنجد بالإوز والبط الأعجمي.. لا أريد تغييرا شكرا لكم!
قلنا: إذن أنت ترفضين أي تغيير، أجبناها بلطف دائما فهي ليست في يومها، إذن ستبقين تحت سيطرة المزارع الطاغي يسرق بيضاتك وصيصانك، وديك يغير الدجاجات كل يوم..
ضحكت وقالت:
أيا زائرا ترجو حتفي … وتدعي النصح بعرفان
أرضى بالتعدد مع ديك … ولا أقبل التسعك في البلدان
إذا أردتم التغيير من دجاجة … فانتظروا أن تقبل على الطيران
إنما لب التغيير … سقي العلم للصيصان
فبه ندحر الطغيان … لا بالدم والعصيان
عذرا منكم ألمح في رأي الدجاجة حكمة لا جبنا، فتنشِئة الأجيال على العلم والأخلاق وحب الوطن هو لب التغيير نحو التطور، وبعيد عن سوس السياسة يبقى رأي الدجاجة يحمل الكثير من الحكمة.