ما يعانيه المجتمع العربي والإسلامي من ضعف وتشتت كان ضمن خطة محكمة طويلة الأمد تستند إلى مقاييس مدروسة بعمق، وللأسف كانت ناجحة وفاقت كل التصورات.
فكانت أولى الضربات بفك الوحدة العربية عن طريق خلق نزاعات وتقسيمات مطروحة بقاعدة فرق تسد.
وكانت بداية الفرقة من الحروب العربية إلى الربيع العربي الذي دمر أغلب الدول العربية، بل ومازالت آثارها واضحة تتجلى في الكثير من الدول وخير دليل ما يحدث في سوريا.
أمـا المرحلة الأهم من الخطة وهي تشويه الإسلام في العالم؛ بل وحتى تشويهه عند المسلمين أنفسهم. وكان سقوط برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن في 11 سبتمبر 2001 شرارة الحرب على الإسلام والمسلمين أينما كانوا.
لقيت كثير من التنظيمات الإرهابية وعلى وجه الخصوص ممن تتغنى بشعار الإسلام رواجا إعلاميا مما رسخ فكرة ربط الإسلام بهذه التنظيمات الإرهابية ربطا مباشرا، وتجنب نفس الإعلام الخوض في التاريخ الحقيقي للإسلام كونه دين تسامح وتعامل، أو التكلم عن مبادئ الإسلام الحقيقة التي تعطي الحرية وروح الأخوة حتى بين المختلفين دينيا وعقائديا.
وأكبر تنظيم إرهابي حصل على تسليط ضوء، أو لنقل الفزاعة التي أرهبت العالم بمسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة باسم “داعش”.
فما علاقة هذا التنظيم بالإسلام؟
لا شك إن ربط وصف “الدولة الإسلامية” بكيان إرهابي مثل “داعش” خطأ كبير، وذلك لأن هذا التنظيم خالف القيم الإسلامية والإنسانية التي جاء بها الإسلام والتي تحث على التسامح والإخاء.
حتى في الحروب فإن الإسلام لديه قوانين لها وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوصي قائلا “لا تقتلوا وليداً، أو امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا معتصماً بصومعة، ولا تقربوا نخلاً، ولا تقطعوا شجراً، ولا تهدموا بناءً “.
إلا أن أغلب الكُتاب والداعمين لفكرة هذا التنظيم الإرهابي يركزون على أهم نقاط التشابه – كما يعتقدون – وهي تطبيق الحدود من قطع الأيدي والجلد والهجر..
فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا، على من يتم تطبيق الحد؟ ومن يطبق هاته الحدود؟
إن كان واجبٌ تطبيق حد من الحدود فالأمر يرجع إلى ولي الأمر كونه منتخب من الشعب، فلو كان كل فرد يطبق الحد بدون الرجوع إلى مصدر لأصبح الأمر أكثر فوضوية وأكثر دموية..
فأي من المبادئ والأخلاق الإسلامية تسمح بقتل أناس بريئين سواء أكانوا مسلمين أو غير ذلك مثل ما حدث في بروكسل ببلجيكا وأورلاندو بالولايات المتحدة الأمريكية ونيس بفرنسا وسوسة بتونس وغيرها..
أي ديانة تسمح بإرسال طفل مدجج بالقنابل ليقول له والده نلتقي في الجنة..
داعش أو غيرها الكثير من التنظيمات الإرهابية ما هي إلا مؤامرات تحاك بإتقان لتشويه وتدمير الإسلام وفي الحقيقة ما هي إلا فأر بعين فيل.
كاتب التدوينة: الحسين قراوي
تعليق واحد