قبل محطة الرحيل بكثير، ستقطع تلك العربية تذكرة اليأس، وتحمل حقائب الأماني المتأخرة لترميها بعيدا عن أنظار المجتمع الذي يضبط الأحلام والآمال على توقيت سن معين لا يحتمل التأجيل، مجتمع يقطع بسيف العادات والتقاليد رأس الأمل في الله، ليقول لك أيتها المتأخرة عن الزواج انزلي عن كرتنا الأرضية فليس لأمثالك أحلام!
حتى حرف العين سيظلمك لتصبحين العانس العابس!
بداية لن أقول لك كوني مثل الأوربية التي تشتهي طبق المكرونة الإيطالية غداءً لتتناوله عشاءً، هناك وهي تحلق مع كلبها الوفي دون قيود، في الوقت الذي سيكون أقصى طموحك النجاح في طبخها بشكل جيد، فنحن رغم كل شيء مجتمع مسلم يصون المرأة ويحفظ كرامتها..
لكني سأقول لك لا ترمي حلم مطعمك الرائع الذي سيحمل اسمك دون عقدة السيدة، يمكنك النجاح وأنت آنسة أو عانسا كما يقولون، ورفيقتك أين حلمها في معمل الخياطة الشهير الذي سيخيط حتى فساتين العرائس، بلمساتها الرائعة، لتصنع ماركتها للسيدات، وهندسة المعمار الراقي الذي ترسمه ريشة الأخرى بإبداع لأجمل البيوت..
نعم ستبدعين أيتها الآنسة..
مؤمنة أن القدر بيد الله وتجسيد الأحلام بيدك أنت، طبعا ستحتاحين قوة تفوق محرك تشغيل الطائرة، لأنك ستحلقين بعيدا عن إحباطاتهم، لا تبحثي كثيرا ستستمدينها من إيمانك بالله وإيجابية الرضىا بالقضاء والقدر.
ختاما؛ لن أقول لك تبني شعار تبا للرجال، وترهني وأن نجاحك هو النجاة، فسنة الحياة أن تكوني زوجة، لكن وبانتظار ذلك، لا تكوني العابس اليائس، حققي حلمك، لا تموتي قبل أوانك، لا تسمحي لهم أن ينزلونك من الكرة الأرضية، إلى مجرة الأموات، كوني حية بانتظار الفرج، الذي بيد الكريم الرحيم..
كاتب التدوينة: لبنة بوستة