كنيسة السيدة الأفريقية في الجزائر العاصمة، تُطل رابضة على مدينة باب الواد في الجزائر، دُشنت في الرابع من أيار عام 1872 بطراز معماري بيزنطي وزخارف عربية إسبانية، من روائع تصاميم المهندس المعماري جان أوجين فروماجو.
على علو 228 مترا من سطح البحر المتوسط، ومن فوق سفح جبل مدينة باب الواد في قلب العاصمة الجزائرية تُطل كنيسة السيدة الأفريقية، إحدى أشهر الكنائس على ساحل البحر المتوسط.
كنيسة السيدة الأفريقية مرجاريت بيرجر
اقترنت تسميتها بـ كنيسة السيدة الأفريقية مرجاريت بيرجر نسبة إلى الخادمة النصرانية ذات البشرة السوداء مرجاريت بيرجر، التي شدت الرحال من مدينة ليون الفرنسية نحو مدينة الجزائر في القرن التاسع عشر من أجل التعريف بدينها في القارة السمراء.
استقرت مرجاريت برفقة الأسقف في أعالي العاصمة الجزائرية، ولكن خلو المنطقة من كنيسة للعذراء وقتها، جعلها تتطلب وتُلِح على الأسقف بافي بوجوب أن يشيد للعذراء معبدا في الجزائر، ولكن تكلفة بناء الكنيسة كانت باهظة ومن أجل تحقيق ذلك.
وجه الأسقف دعوة لجمع الأموال من كل المسحيين، فتهاطلت التبرعات والهبات من فقراء المسحيين وأغنيائهم في فرنسا وأوربا، ومن جنرالات وقادة فرنسا.
وُضع حجر الأساس لكنيسة العذراء سنة 1858 على هضبة مرتفعة تقابل البحر وكل من يدخل إلى مدينة الجزائر.
كاتدرائية السيدة الأفريقية.. طراز معماري بيزنطي
تتميز الكنيسة بطرازها المعماري البيزنطي، بينما يغلب على زخرفتها الطابعان العربي والإسباني.
عندما تعبر باب الكنيسة تُصادفك على اليسار لائحة منقوشة عليها العبادة المريمية في شمال إفريقيا في القرن الأول، وتقابلها حجرة منحوتة منقوش عليها اسم مريم، وحولها تذكرة مريمية من القرن الرابع عشر مكتوبة باللاتينية والعربية والأمازيغية صدرت عن تازملت في القبائل الأمازيغية الصغرى مكتوب عليها “احمي خدمك يامريم”.
وفي فناء وسط الكنيسة نشاهد على الجدران كتابات نذور كُتبت بالعربية والأمازيغية والفرنسية، بعضها قديمة والأخرى حديثة، نقرأ في الجهة اليمنى نذرا لرائد الفضاء فرانك بورمان عندما وصل إلى الفضاء سنة 1970.
وفي عمق الفناء نجد فوق الرصيف بلاطا مأتميا لآنا سانكان، وهي واحدة من الأشخاص الذين ساعدوا في بناء الكنيسة، وفي كل جهة من عمق الكنيسة توجد قبة على اليسار مهداة للقلب الأقدس وعلى اليمين مهداة للقديس يوسف.
في الأعلى نرى القبة الكبيرة المزينة بالزجاج الملون، بجانبها نجد تمثالا للقديس أغسطينوس مع صور جدارية تبين مراحل حياته، وتمثال أخر مصنوع من الخزف الأزرق أنجز من قبل فنان جزائري.
وحول صدر الكنيسة نجد هذه الصلاة التي كتبت منذ قرن “يا سيدة افريقيا صلي من أجلنا ومن أجل المسلمين”.
في المظهر الخارجي للكنيسة ومن جهة البحر نشاهد تمثال السيدة الإفريقية وهي تستقبل الزائرين، وهو التمثال المستوحى من الخادمة النصرانية مارجريت التي تُوفيت عام 1875 ودفنت داخل الكنيسة.
وتتميز الكنيسة بقبتها المصنوعة من الحجر الرملي التي يمكن رؤيتها من مناطق عديدة من العاصمة الجزائرية.
أُعيد افتتاح الكنيسة عام 2010، بعد عملية ترميم استمرت 4 سنوات.
وتُعد الكنيسة من المعالم التاريخية البارزة في العاصمة الجزائرية، ورمزا للتسامح الديني في اليلاد التي يقطنها أغلبية مسلمة.
- جامع الجزائر الأعظم.. تعرف على كل تفاصيل ومميزات ثالث أكبر مساجد العالم
- 8 بحيرات مميزة عليكم زيارتها في دول المغرب الكبير قبل نهاية الصيف
- “متحف تيمقاد” في باتنة الجزائرية: إعادة افتتاح بعد ربع قرن
- جسر سيدي مسيد أعجوبة مدينة قسنطينة الجزائرية
- بالصور: جبال الهقار بصحراء الجزائر.. المتحف الطبيعي الأكبر في العالم
5 تعليقات