اكتشف الجزائرمعالم الجزائر

تمثال العتال في قلب العاصمة الجزائرية شاهد على تضحيات العمال في الجزائر

الجزائر (MTAPOST) –  في الفاتح من مايو/أيار من كل عام، يتذكر الجزائريون عمال ميناء الجزائر الذين سقطوا في مجزرة نفذها الاستعمار الفرنسي في مايو/أيار 1962، ويظل النصب التذكاري الذي وضع في ساحة “تافورة” في قلب العاصمة الجزائرية، تخليدا لذكراهم، شاهداً.

ويبقى النصب شاهداً على نضالات الطبقة الكادحة في الجزائر، ومقصداً للمسؤولين والعمال على حد سواء في عيد العمال من كل عام، للاحتفال رمزياً بالذكرى.

بالقرب من واجهة ميناء الجزائر، يخلد تمثال “الحمال” أو “العتال” ضحايا تلك المجزرة، وهو عبارة عن تمثال من البرونز يحكي للجزائريين تفاصيل مقتل 200 عامل من الحمالين في الميناء في فترة الاستعمار الفرنسي.

ويذكر المختص في تاريخ الثورة التحريرية، الدكتور مصطفى بن عزيز، أن التمثال هو صورة عن “ضنك العيش وصعوبة المعيشة، وللأسلوب الوحشي الذي اعتمدته السلطات الفرنسية ضد طبقة الشغيلة بمجرد أن دخلوا في إضراب يومي 1 و2 مايو 1962 للتعبير والتنديد بسوء المعاملة التي عاشوها في مكان عملهم، فضلا عن الأجور المنخفضة التي كانوا يتلقونها نضير عملهم الشاق”.

تمر الآلام والذكرى، لكن التمثال يظل رابضا هناك بالقرب من ميناء الجزائر، يعيد فتح الجرح في عيد العمال من كل عام، عندما رفض العمال وقتها وقبل استقلال الجزائر بشهرين، إفراغ حمولة إحدى البواخر الفرنسية.

يضيف بن عزيز أن العمال استجابوا لنداء جيش التحرير الوطني الشعبي آنذاك، الجناح العسكري لجبهة التحرير التي قادت الثورة التحريرية ورفض الاستبداد، فما كان من الجنود الفرنسيين إلا أن فتحوا نيران رشاشاتهم باتجاه العمال الجزائريين، ليذهبوا ضحايا مجزرة تبقى الأعنف في تاريخ ثورة التحرير الجزائرية.

وأضاف المتحدث أن “معاملة فرنسا لعمال الميناء كانت سيئة جدا، أجور منخفضة وعمل بالساعات دون توقف، فضلا عن عدم تلقيهم العلاج في حالات المرض، وعدم استفادتهم من أيام راحة”، مشيراً بحسرة إلى أنهم كانوا يلقون معاملة لا تصلح للآدميين.

وأوضح أن “التمثال يدل على تلك الظروف القاسية التي عاشها أولئك العمال الذين كانوا يتلقون الفرنكات القليلة مقابل عمل يزيد عن 19 ساعة يوميا، وفي النهاية استقبلت السلطات الفرنسية الاستعمارية مطالبهم بالقتل، فدفعوا الثمن غاليا”.

تمثال العتال

يمثل النصب رجلاً بملامح تدل على الشقاء والبؤس، يحمل على ظهره كيساً. وهو عمل للفنان الجزائري محمد بوكرش، دشنه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في العام 2009.

أظهر المزيد

MTAYouth

منصة شبابية مستقلة متوجهة للفرد والمجتمع المغاربي والعربي، فضاء حر لنشر مدوناتكم ومقالاتكم وآرائكم، وصياغة محتوى شبابي راقي، سجل بالموقع ودون معنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
marsbahisEscortSaatlik escortManisa escortGümüşhane escortfethiye escortzlotcasibombets10bettilt girişcasibom girişslot siteleribetmatikdeneme bonusubonus veren sitelerjojobetfethiye escortfethiye escortbbets10casibomdeneme bonusu veren sitelerhholiganbetcasibomonwinparabetdeneme bonusu veren sitelermarsbahis giriştaraftarium24fethiye escortfethiye escort
Etimesgut evden eve nakliyatankara ofis taşımacılığıEtimesgut evden eve nakliyattuzla evden eve nakliyatçankaya evden eve nakliyatmersin evden eve nakliyatçekici ankaraAntalya Çitseo çalışmasıtuzla evden eve nakliyatmaldives online casinoankara evden eve nakliyatoto çekiciEtimesgut evden eve nakliyatEtimesgut evden eve nakliyatEtimesgut evden eve nakliyattuzla asansörlü nakliyatpolatlı evden eve nakliyatMedyumniğde evden eve nakliyatyenimahalle evden eve nakliyateskişehir uydu servisigoogle adspubg mobile ucankara evden eve nakliyattuzla nakliyatüsküdar evden eve nakliyatMapsodunpazarı emlakAntika alanlarAntika alanlarAntika alanlareskişehir web sitesikocaeli evden eve nakliyatAntika mobilya alanlarantika eşya alan yerlerantika eşya satmakseo fiyatlarıMetafizikMedyumbmw repair edmontonAntika alanlarAntika alanlarAntika alanlarAntika alanlarAntika Eşya alanlarAntika Eşya alanlarantikaİzmir Medyumweb sitesi yapımıteknede eğlencereplika saatreplika saatreplika saatcasibomAntika mobilya alanlarAntika mobilya alanlardijital danışmanlıkcin musallatımarsbahis girişmarsbahis girişmarsbahis girişmarsbahis girişcasibom giriş twitter