مدونات أدبية

أجمل رقصة

في خافقي رقصات من كل الأنغام.. وتظل رقصتُُك أنت مُفضلتي ولحن معزوفتك ما يطرب روحي ويغنيني عن كل الألحان..تَخال أنت أني أَقع في غرام كل الغجر وموسيقاهم حين يأْتون لزيارة مدينتنا الميتة السوداء، فأُُبْهَر لقرع طبولهم وأَذُوب من استعراضاتهم البهلوانية، لكن ما أنت غافل عنه ولا تراه، أن عيناي لا تشاهد إلا حركاتك أنت، ولا تُبهرها إلا قَسمات وجهك الأسمر وشعرك الغجري المموج..

ذاك الناي الذي تَخرج أَنغامه من شفتيك كالحياة، كالزفير بعد اختناق طوييل، كآهة شوقٍ بعد فراق مُهلك، لحن يجعلني أرقص كفراشة مصابة بالدوران، أرقص وأطوف في كل الأرجاء إلى أن أصل إليك.. تلك النظرة في عينيك فقط ما تُخرجني من حالة الإغماء الراقصة لتُدخلني مباشرة في متاهة مُقلتيك الذهبيتين، أغوص بكل مهاراتي فيهما علني أقرأ نظراتك وسر الحزن المرتسم عليها، لكن كلما أطلت النظر أجدني أغرق بمهل في عالمك الآسر، أغرق بإرادة مسلوبة ونبضات قلبي تُعلن التمرد على حكم عقلي..

تدق أجراس الخطر في مملكتي، وتحذرني من الإقتراب أكثر.. تحثني على التراجع فالغجر لا يَرسى لهم وتد في أي مكان، تقول لا تجازفي فحصون مملكتنا واهِنة ودِفاعاتنا هشّة ومؤونتنا قد استُهلِكت في حروب لم تكن ببعيدة وكنت أنت الخاسرة فيها طبعا..

إحساس بداخلي ينفي كل هاته الضغوط يقول لي غووصي أكثر، ثمة شيء جميل بانتظارك هناك، لا تصغي لسلطان عقلك الجبان.. تمردي فالحب جنون.. والجنون بدايته مجازفة فنظرة فحب فعشق يفقد العقل ما تبقى منه..فلتجني على يديك أهون لك..

أعود من حيرتي لنظراتك الهائمة على لحن نايك السحري ذاك، ألتقط أخيرا نظرةً منك إلي..نظرةٌ جعلت الدم يتدفق في شراييني باردا كصقيع مارس، نظرة أرعشت أوصالي وقطعت أنفاسي فأعلنت بها استسلامي للغرق، هويت بكل جنودي إلى قاعك، وقلت هلموا لحرب جديدة فالغجر وإن كانوا ماكرين في الهروب..

لن يتخلوا عن رقصاتنا المبهرة، ولن يجدوا من يجيد الرقص على أنغامهم كما نفعل نحن.. ولك أنت توجد أجمل رقصة..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

أظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى