على بصيص نيران أعواد الثقاب المنطفئة نضيء دربنا..
وعلى رماد حطب الأيام المحترقةِ نرسم أحلامنا الصغيرة التي نحلم بها بمستقبل أشبه بالخيال المستحيل تحقيقه في هذه الأيام..
من قلب جرحِ الحصار والدمار والفقر والجوع الذي يسيل دمه من أعين الأطفال والنساء، وكيف تغير حلم كل إنسان يعيش على هذه الأرض، أرضِ الغوطة الشرقية..
فالأم قد أصبح حلمها كيف تربي أبناءها وكيف تستطيع أن تشعرهم بالأمان والحنان أمام وحش حاقد ولا يرحم.. وحش يدعى بالحرب ويسكن في الدمار ويتغذى على خوف الأطفال..
أما الأب فحلمه أن يؤمن في نهاية اليوم شيئا يسدُ فيه رمق عائلته ويحميها من كل الأخطار، والطفل الذي يحلم كل يوم قبل أن ينام بالأمن والأمان وأن يعيش كباقي أطفال العالم وأن يتأمن له كل متطلبات الحياة البسيطة وأن يعطى حقهُ منَ الإنسانية..
أحلام تغيرت بموجب حال المجتمع ومتغيراته والظروف المحيطة به، فلم يعد هناك أي حلم غير أن يؤمن الشخص متطلبات الحياة البسيطة للعيش في أجواء حياة أشبهُ بالجحيم..
آلام غير منتهية في قلب كُل إنسان والذي لم يعد لهُ أي حق من حقوق الإنسانية في مجتمع يحكمه ظالمٌ ومستبد بمساعدة كل دول العالم بما فيها الدول التي تدعي بأنها تحمي حقوق الإنسان ومنظمات حفظ السلام..
كيف يكون لشخص يعيش في هذه الظروف حلمٌ في مستقبل يعيش له أو يحارب لأجله، فمن إحدى خطط الإجرام في الحروب هو محاصرة وتجويع الشعب لصرف عقولِ وقلوبِ الشعب عن التفكير بالمستقبل أو العمل له، فقد أشغل قلبهم وعقلهم وكل حواسهم في تأمين مستلزمات الحياة الطبيعية التي يفترض أن تكون هي أشياءٌ أساسية في حياة كل مجتمع، ولا يجب التفكير بها بالنسبة لإنسان يتمتع بالحياة الطبيعية..
فمهما كانت الظروف ومهما بلغت المعاناة ومهما كبر جرحنا فيبقى لنا حلماً بأن يعود لوطننا حريته وكرامته، وأن نكتب تاريخاً يليق بمجد شعبٍ أبى الذل والعار.. تاريخاً قد كُتبت أحرفه بقلم كان حبرهُ دماء أبنائهِ..