الأفلام الأزلية: عبادة سينمائية وطعام للعقل والروح

الأفلام الأزلية: عبادة سينمائية وطعام للعقل والروح

أي منكم لديه قائمة الأفلام المفضلة، هذه هي اللوحات التي ربطت بنا شيئًا مهمًا ومكلفًا للغاية، الحب الذي لم يهدأ منذ سنوات، ويمكن لهذه القائمة أن تقول الكثير عن الشخص، يمكنك بدء حوار مع شخص غريب بسؤال “ما هي هوايتك؟»، “ماذا تعمل؟” أو “أين درست؟” ولكن إذا كنت تريد أن يفتح شخص ما روحه لك، وينفتح لك تمامًا بالمعنى الحرفي للكلمة، فاطلب منه تسمية أفلامه الخمسة أو العشرة المفضلة.

عند استدعاء أفلامه المفضلة التي أصبحت نوعا ما موضوعًا حساسا ومتشددا بالنسبة له، لا يميل الشخص دائمًا إلى تبرير تفضيلاته، ولكن إذا فعل ذلك، فسيتبين الكثير، تحدد العوامل التالية فهمنا الخاص للأفلام الأزلية: مدة العرض وقوة التأثير والجاذبية.

لا يقلل العرض المتكرر للأفلام الأزلية من جاذبيتهم، وحتى يمكننا أن نجد شيئًا جديدًا فيهم، ونفتح الحبكة والشخصيات من منظور جديد، يعود المعجبون إلى مثل هذه الأفلام مرارًا وتكرارًا طوال حياتهم، ويواصلون البحث عن أفكار جديدة وطعام للعقل، هذه الأفلام قادرة على التأثير على جمهور كبير من المشاهدين، وتوسيع مجال تأثيرها جغرافيًا واجتماعيًا، المشاعر التي أيقظوها فينا هي مجرد موافقة، ولكنها أيضًا شغف وخبرة وتفاني.

الأفلام الأزلية

الأفلام الأزلية هي أمثلة على المهارة الفنية والروحية للمبدعين والمؤلفين، وهي مبهرة بثراء الروابط وغنى حوارتها (مع الأفلام الأخرى، ذات الثقافة الجماهيرية)..

تُدمر مثل هذه الأفلام حدود الأنواع الحالية، وقد تصبح هذه السينما عبادة حقيقية ومؤسسًا لنوع جديد، وتخلق مكانتها الخاصة في عالم الشاشة الكبيرة، والتي سيشغلها المتابعون بالفعل، اليوم، من الصعب جدًا تحديد فيلم حقيقي مع كتلة الأفلام التي تتدفق علينا، خلط وتعميم المشاعر المهمة للفرد، الترفيه، الديناميكيات في حدود الإدراك، كل هذا يخلق فوضى يصعب فهمها، هذا فيلم يشعرني بالغثيان، والأخر يترك ثقبًا روحيًا، وهذا يجعلني أحتج.

بينما يتم إنتاج الأفلام التجارية المشهود لها بالنقد بدلاً من صناعة الروائع الدرامية، إلا أنها ليست حصرية تمامًا، يمكن أن تصبح بعض الأفلام أيقونية وتجلب إجمالاً كبيرًا، مثل فيلم Blade Runner على الرغم من الميزانيات الكبيرة فقد واجه فشلا تجاريًا في البداية ولا يزال البعض الآخر يثير اهتمامًا نقديًا بمثل هذه الأفلام، هناك انتاجات تكتسب معجبين شغوفين في دوائر ضيقة، وهذه الأفلام هي الأكثر فضولًا ومثيرة للاهتمام بالنسبة لي.

هنا أريد أن أضع قائمة صغيرة من الأفلام التي أحببتها، نجعل هذه الخطوة القسرية بدافع الرغبة في مساعدة القليل على الأقل من أولئك الذين يبحثون عن شيء يقف في المحيط الشاسع من نفايات الانتاجات التي تتناثر علينا باستمرار من شاشات السينما والتلفزيون.

فيلم PSYCHO

يمكن تسمية هذا الفيلم بحق من روائع السينما العالمية، الاهتمام بالتفاصيل والتمثيل والتصوير السينمائي والمرافقة الموسيقية الرائعة، كل هذا يجعل هذا الفيلم أحد أكثر أفلام الرعب رعباً في تاريخ السينما، حيث يوقظ في المشاهد سلسلة كاملة من المشاعر من الخوف والعاطفة إلى المتعة والبهجة.

فيلم APOCALYPSE NOW

فيلم، Apocalypse Now ليس فيلما عن حرب سيئة ورسالة غبية للموت دفاعا عن مصالح الدولة، يقدم هذا الفيلم فكرة عن مدى جنون الشخص في الحرب، عن الشر الذي يوقظ الناس، قصة الكابتن ويلارد، التي أُرسلت إلى غابة كمبوديا للقضاء على العقيد المجنون كورتس، الذي يقود مجموعة من السكان المحليين ويتهم بقتل العديد من الفيتناميين الذين تحتاجهم الحكومة الأمريكية، خلال الرحلة مع ويلارد، تحدث العديد من الأحداث، والتي يفقد تحت تأثيرها إحساسه بالواقع ويتوقف عن فهم ما يجب فعله بعد ذلك.

فيلم CLOCKWORK ORANGE

تعني لهجة “البرتقالية الآلية” شيئًا مذهلاً وغير عادي، ويعبر عنوان الفيلم حقًا عن جوهره، هذا ليس مجرد تمرد شاب، ولكنه أسلوب حياة، ومثل هذا الشخص لا يمكن علاجه، يصبح أليكس “رائعًا” حقًا بعد العلاج الإجباري يقتل كل إرادة فيه، حتى لو كان في نفس الوقت الرغبة في العنف، لذلك اتضح أنه طبيعي على ما يبدو، ولكن داخل برتقالة ميكانيكية، إن أساليب القوة هذه فعالة نسبيًا، لكنها غير قادرة على إنقاذ شخص غير قابل للشفاء بشكل ما دون فتح جمجمته، وإن كان ذلك مجازيًا فقط.

فيلم ROMA CITTA APERTA

روما مدينة مفتوحة دراما الحرب الإيطالية عام 1945 تتطرق إلى مؤامرة عن الأيام الأخيرة للاحتلال الألماني لروما، على وجه الخصوص، عن المتمردين الذين يقاتلون بأي وسيلة من أجل تحرير أرضهم الأصلية من الغزاة الفاشيين، تؤثر خيوط التاريخ على الطبقات الاجتماعية الدنيا في المجتمع الروماني وكيف واجهوا هذا الاختبار

فيلم NOSFERATU

استطاع المخرج أن يضفي بمهارة على الأجواء ويغرقنا في عالم الواقع المرتبط بجنون العظمة من حقائق ترانسلفانيا، بحلول الوقت الذي يظهر فيه أورلاك، نحن بالفعل في الفصيلة، ونحن في ترقب ضبابي لكابوس، وعندما يأتي الأوج، يظهر رسم بياني جهنمي من الظلام، نفق لا يمكن اختراقه، نضغط على كرسي في رعب، لا تزال الحلقة تنتج التأثير المطلوب، ولا أستطيع أن أتخيل مدى الرعب الذي كنت عليه عند مشاهدتي الأولى لهذا الفيلم منذ سنوات.