خواطر أدبيةمدوناتمدونات أدبية

حافظوا على أحبابكم فالقلوب لا تفتح في كل مرة

حافظوا على أحبابكم فـ القلوب لا تفتح في كل مرة

قد يكون من السهل أن تشرّع باب بيتك للضيوف ويسهل عليهم الدخول والإقامة والخروج، لكنّ هذا غير متاح لأبواب القلوب فإنها أبواب ثقيلة لا تتحرك بسهولة.

فإن فتحت يصعب عليك إغلاقها وإن أغلقت صار من النادر أن تفتح مجدداً، فحافظ على من سكن هذا القلب ولا تجعله يغادره فيفرغ فؤادك.

تمرّ بحياتنا الكثير من اللحظات التي نسيء فيها فهم من نحبّ، وربّما نتشاجر معه أو نغضب منه أو نقاطعه حتى، ولكننا سنجد دوماً حاجزاً من الحب يمنعنا من الاستمرار في هذه الحال..

فلا نرتاح إلا أن أعدنا المياه إلى مجراها الأم، مجرى الحب والوداد المتبادل، هذا الحاجز بالذات إيّاك أن تفرّط به فإنّه أمانك وسعادتك.

موت القلوب وغياب ثقافة الاعتذار وأدب الحوار

كم تضجّ وتعجّ محاكم الأحوال المدنية في بلادنا العربية بأولئك الذين كانوا تحت سقفٍ واحدٍ يوماً ما، وهاهم اليوم يبحثون عن ورقة طلاقٍ تهدم ما بنوه وتخرب بيتاً عامراً.

وربما كان لسبب تافه أو لحظة غضب أو نسميه في أغلب لهجاتنا العربية على امتداد دولنا باسم واحد وهو: (ساعة شيطان).

قد يخسر الجار جاره لأجل خلاف سطحي، وقد يفقد البائع زبونه من أجل تأخير في سداد الديون ليوم أو يومين، وقد نخسر عملنا من أجل شجارٍ أو جدالٍ أو ساعة من اللاوعي.

وقد تخسر عائلة ابنها أو يخسر الابن والداه، أو الأخوة بعضهم بعضاً يخسرون لأجل أمور بسيطة كانت ستحلّ بساعة عقل وسعة قلب وشيء من الود الذي يكاد يتبخّر في مجتمعاتنا.

خسرنا ثقافة الاعتذار وأدب الحوار وجاذبية الكلمة الطيبة وسحر الاحتواء والاستيعاب للآخر، وربحنا فراغ قلوبنا ممن نحبهم ويحبوننا.

ليس من السهل أن نملأ هذا الفراغ أو نعيد ترتيب قلوبنا بعد ضجيج الخلافات وفوضى الشحناء والبغضاء بقدر تلك السهولة بنطق كلمة طيب يطيب بها خاطر من يسمعها.

وليست بسهولة ابتسامة من تحت الأضلع منبعها ترتسم على وجهٍ يرفض القطيعة ويلعنها، بل إنّي أرى أن ذلك واجب تحتمه عليه أواصر المحبة السابقة ودوافع الرغبة باستمرارها.

ولا أرى ضيراً أو نقصاً في أن نتشبّث بمن نحب وإن أدار ظهره لنا أعدناه وأرضيناه.

قلوبنا أمانة خلف الصدور، إنّها إن زفرت بألم أتعبت أجسادنا فالرحمة الرحمة بهذه القلوب ولا تفرغوها من ساكنيها مهما كلّف الثمن.

اغسلوها بالحب والودّ ولا بأس إن غُسلت بعتاب المحبّين الصادقين، وحذارِ أن تدنّس بالبغضاء والكراهية، فالحياة قصيرة لا تستحق أن نحرق ساعاتها بالكره والتشاحن.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي يوث.

أظهر المزيد

أحمد الصالح

كاتب ومدون سوري مقيم في إسطنبول. ثائر سوري مستقل وناشط في مجالات التربية والسياسة والإعلام. عملت مدرساً للفيزياء والكيمياء بالمنهاجين السوري واليمني، أكتب في عدد من المواقع الإلكترونية، ولدي اهتمام وشغف بالتصميم الفوتوغرافي والمونتاج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
fethiye escortmarsbahismarsbahismarsbahis
dex sniper botpancakeswap botİzmir Medyummarsbahis girişviagraweb sitesi yapımı