انتخابات المحليات بالجزائر
نقف هذه الأيام داخل ساحة صراع ومنافسة شديدة على كرسي الرجل الأول في البلدية، صراع أشد من صراع العهدة السابقة، وبتعدد القوائم والأحزاب، يزداد الصراع أكثر، وهنا أنا أتساءل: أي مترشح سوف يتم اختياره؟ وعلى أي أساس؟ وهل كان القرار صائبا؟
طرحت التساؤل بيني وبين نفسي عديد المرات منذ بداية الحملة، لعلي أجد إجابة أو تفسيرا، ربما تكون أنت يا عزيزي القارئ لاحظت نفس ملاحظتي وربما لا.
المرشحون لكرسي الشوك حسب رأيي، مقسمون إلى قسمين، الأول: يقدم لك برنامجا ورؤية لطريقته في التسيير، وقد ينجح في تطبيقها وقد لا ينجح، ويطلب منك صوتك وثقتك. الثاني: يعدك بأنه سوف يكون البديل المنقذ، دون أن يعطيك أي برنامج أو رؤية عن عهدته كيف سيكون، ويطلب منك صوتك وثقتك. يعدك بأن الطريق سوف تمر بجانب بيتك، وبأن المشاريع الاستثمارية ستكون في حيك، وأن الأولوية في السكن سوف تمنح لفئتك الاجتماعية، وبين هذا وذاك يبقى القطيع ينظر لأي جهة سوف يميل.
ولأن القطيع أرض خصبة يا صديقي، فإنه لن يتردد في أن يضحي بمصلحة البلدية وشعبها، على حساب مصلحته، لن يتردد في منح صوته للصنف الثاني، لأن المترشح صديقه أو نسيبه أو قريبه، ولن يتردد في خوض النزاعات من أجله..
شعبنا يا عزيزي شعب أناني، سوف يجعل من الذي لا يملك برنامجا الفارس المنقذ لأنه قريبه، شعب أناني سوف يقدم صوته كبش فداء لصديقه.
ولا زلنا نتساءل: لِمَ الفساد ينخر مفاصل البلاد؟ أو نجرأ على طرح هذا السؤال؟ أنا وأنت هم الفساد، أنا وأنت من يستحقون لعنة سوداء لأننا لم نرتق بتفكيرنا إلى دعم الأفكار بدل تقديس القرابة، لازلنا لم نصبح شعبا بعد، سوف نصير كذلك حين ننسى ما تمليه علينا القبيلة، وما يمليه علينا شر الذات الأنانية..
كم كذبنا على أنفسنا؟
وكم ألقينا اللوم على من فوقنا واعتبرنا أنفسنا مظلومين، واتهمنا ابن الوزير بالخيانة لأنه يأكل حقنا عن طريق والده، بينما نحن لا نضيع فرصة أبدا في دعم الفاشلين لأنهم من دائرتنا أو عائلتنا، ونعطي أنفسنا فرصة في الاستفادة من خدماتهم على حساب غيرنا..
ولذلك استيقظنا صباحا وكركرنا عائلتنا إلى مركز الانتخاب وأهديناهم أصواتنا، لأنهم سوف يفيدون مصالحنا الشخصية لا المصلحة العامة رغم عدم أهليتهم وكفاءتهم.
فتتفكك الأصوات بين نسبة للعائلة الكريمة حفظها الله ورعاها، ونسبة لم وعدونا بتقديم خدمة ما، ونسبة من الشيوخ والعجائز محجوزة دائما لـFLN، ونسبة صغيرة نقدمها لمن فكر في المصلحة العامة!! لذلك سوف أقول دائما: “نحن النفاق، نحن الظلم، نحن الغطرسة، ولا رحم الله أمة أنانية تكذب على نفسها، وتدعو في صلاتها على ظالم خرج من رحمها”.